أفاد مصدر صومالي، أمس، بأن مفاوضات تجري في مقديشو للإفراج سريعاً عن المستشارين الفرنسيين اللذين خطفا الثلاثاء، فيما أعلنت فرنسا أنها ماضية في خطتها لتدريب قوات صومالية.وقال مسؤول صومالي قريب من الرئيس شريف شيخ أحمد، رافضاً كشف هويته، إن «مفاوضات تجري وتشمل كل الأطراف المعنيين، وهناك دائماً أمل بإفراج سريع». وذكرت مصادر قريبة من الملف في المنطقة أن موفداً فرنسياً رفيع المستوى وصل أيضاً إلى العاصمة الصومالية لقيادة هذه المفاوضات.
ومن جهته، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فريدريك ديزانيو، تأكيد أو نفي هذه التقارير، قائلاً «كما هي العادة في هذا النوع من الحالات، فإن التكتم هو سيد الموقف».
وفي السياق، قال مسؤولون من المتمردين والشرطة إن جماعة إسلامية صومالية سلمت متشددي «حركة الشباب»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، واحداً من الرهينتين الفرنسيين اللذين تحتجزهما.

«حزب الإسلام» اقتسم الرهينتين مع «حركة الشباب» فسلمها أحدهما
وكان فصيل إسلامي في قوات الأمن التابعة للرئيس شيخ شريف أحمد قد خطف الرجلين يوم الثلاثاء من فندق في العاصمة مقديشو وسلمهما إلى متمردي «حزب الإسلام». غير أن «حركة الشباب» طالبت الحزب بتسليم رجلي الأمن الفرنسيين وكاد يندلع قتال بين الحركتين، وقال مسؤول في «حركة الشباب» لرويترز «اقتسمنا الرجلين لتجنّب وقوع اشتباكات بين الإسلاميين».
وبدوره، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية الصومالي محمد علي إبراهيم، لقناة «فرانس 24» أن الفرنسيين «في صحة جيدة» وتحتجزهما مجموعتان إسلاميتان مختلفتان. وقال إبراهيم إن «الفرنسيين هما حالياً في مقديشو وهما في صحة جيدة بحسب معلوماتنا»، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد شرماركي، «تمكن من التحدث إلى أحد الرهينتين لطمأنته». وأكد أن «حزب الشباب احتجز أحد الرهينتين فيما الآخر محتجز لدى الحزب الإسلامي، لكننا نتفاوض معهما ونأمل التوصل إلى نتيجة إيجابية».
وعلى مستوى آخر، أعلن ديزانيو، أن بلاده ماضية قدماً في خطط لتدريب مجموعة من القوات الصومالية في قاعدتها في جيبوتي، كما كان مخططاً لها سابقاً، على الرغم من عملية الخطف، مضيفاً «لا سياستنا العامة لدعم وتعزيز الحكومة الصومالية في مجال الأمن ولا مشاريعنا الموضوعة في هذا الشأن هي موضع شك».
ومن المقرر أن يتوجه إلى جيبوتي ابتداءً من الشهر المقبل نحو 500 عنصر من القوات الصومالية لتلقي التدريب من القوات الفرنسية، التي تهدف إلى مساعدتهم على استعادة السيطرة على البلاد.
(ا ف ب، رويترز)