«إعادة بناء ثقة الشعب بالنظام الإسلامي وإطلاق المعتقلين وإجراء مناظرات حرّة»تحوّلت صلاة الجمعة في طهران أمس إلى تظاهرة سياسيّة تطورت إلى مواجهات بين المعارضة وقوى الأمن، فيما قدّم رئيس مجلس الخبراء، أكبر هاشمي رفسنجاني، حزمة مقترحات لحلّ الوضع السياسي الراهن في البلاد
أعلن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإسلامي، آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في طهران أمس، أنه سيقدّم «حلاً» للأزمة السياسية الراهنة في البلاد، مطالباً بضرورة إعادة ثقة الشعب بالنظام الإسلامي، عقب الشكوك في نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة. وأعلن رفسنجاني، في خطبة الجمعة التي حضرها قادة المعارضة مير حسين موسوي ومحمد خاتمي ومهدي كروبي، أنه قدّم حزمة مقترحات إلى مجموعة من أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام ومجلس خبراء القيادة لحلّ الوضع السياسي الراهن، موضحاً أن «الهدف الأول هو إعادة بناء ثقة الشعب التي تضرّرت إلى حد ما، والعمل في إطار القانون، وأن يكون الحوار بين مختلف الأطراف مستنداً إلى المنطق، وإطلاق سراح المعتقلين ونشر التسامح وتحمّل الرأي الآخر، وإجراء المناظرات الحرة في الإذاعة والتلفزيون، وأن يكون القانون معيار عمل وسائل الإعلام لإيجاد أجواء مستقرة وحرة للانتقاد».

نجاد سيُعيّن إسفنديار رحيم مشائي نائباً أول له وصالحي رئيساً لوكالة الطاقة
وشدد رفسنجاني على الجميع «أن يتقيّدوا بالدستور في حلّ خلافاتهم سواء شاؤوا ذلك أو أبوا»، معتبراً أن إثارة الشكوك أثناء الحملة الانتخابية «أسوأ مشكلة واجهها المجتمع». وأشار إلى أن «عدداً كبيراً من الإيرانيين» لديهم شكوك في الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتائجها، مضيفاً «لا أعتقد أن أعضاء أيّ من التيارات يرضى بما حدث لأن الجميع تضرّر».
كما طالب رفسنجاني بالإفراج عن المتظاهرين الذين احتُجزوا في أعقاب انتخابات حزيران. وقال «في الموقف الحالي، ليس ضرورياً أن نحتفظ بعدد من الناس في السجون. علينا أن نسمح لهم بالعودة إلى أسرهم. يجب علينا ألّا نسمح لأعدائنا بأن يلومونا وأن يهزأوا منا بسبب الاعتقالات. علينا أن نسامح بعضنا بعضاً».
ودعا الرئيس الأسبق إلى حرية الإعلام في إطار القانون. وقال «نحن كلّنا أعضاء أسرة واحدة. آمل مع هذه الصلاة أن نتمكن من تخطي مرحلة المتاعب هذه التي يمكن أن توصف بالأزمة». وأشار إلى أن «التنافس بين المرشحين الأربعة (في الانتخابات الرئاسية) كان جيداً، وأن الشعب شارك فيها بحرية كاملة مُسجّلاً مشاركة مكثفة فريدة من نوعها وغير مسبوقة»، مؤكداً أنه لا توجد مثل هذه النسبة من المشاركة في الانتخابات في أي بلد في العالم.
وأعرب رفسنجاني عن أسفه لعدم الاستفادة من موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، على تمديد مجلس صيانة الدستور لفترة تقديم الطعون بالانتخابات الرئاسية لمدة خمسة أيام إضافية. وقال «لو لم تحدث المشاكل، لكانت هذه الانتخابات طيلة ثلاثين عاماً من عمر الثورة، أفضل خطوة كبرى لإقامة المجتمع الإسلامي، لا أريد أن أقول إن هذه الخطوة لم تُتَخذ، ولكن أريد أن أقول لماذا حدث ذلك».

مواجهات بعد صلاة الجمعة ورجال باللباس المدني يعتدون على كروبي
وأكد رفسنجاني ضرورة احترام مراجع الدين باعتبارهم سنداً للنظام، معرباً عن أمله بأن تكون خطبته في صلاة الجمعة منطلقاً للتغيير في المستقبل وعبور الأزمة الحالية، لإعادة أجواء الوفاق والتعاضد والتضامن والتنافس السليم إلى المجتمع.
في غضون ذلك، أفاد موقع حزب «اعتماد مللي» الإصلاحي أن رجالاً باللباس المدني اعتدوا على أمين الحزب، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية، الشيخ مهدي كروبي، أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة. وقال حسين، نجل كروبي، للموقع، إنه «عندما ترجّل والدي من سيارته عند مدخل الجامعة، هاجمه رجال باللباس المدني وأهانوه وأوقعوا عِمّته أرضاً. لقد قذفوه بعبارات نابية وبذيئة».
وكانت صلاة الجمعة مناسبة لحشد الإصلاحيين أنفسهم، أمام مسجد جامعة طهران، وإظهار اعتراضاتهم المتواصلة منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث نقل شاهد أن الشرطة الإيرانية احتجزت 15 شخصاً على الأقل. وقال إنها استخدمت القنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق مؤيدي موسوي الذين رفعوا الشارات الخضراء كرمز لحملته الانتخابية.
وكان آية الله مكارم شيرازي، أحد المراجع في مدينة قم الدينية، قد دعا المشاركين في صلاة الجمعة، إلى التحلي باليقظة حيال مؤامرات الأعداء. وحذّر من إعطاء الفرصة لـ «الأعداء»، قائلاً «لا تجعلوا الأعداء يشمتون بنا ويحوكون لنا الدسائس... وينبغي أن يتحمل بعضنا بعضاً».
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه سيُعيّن إسفنديار رحيم مشائي، نائباً أول له ضمن التعديلات التي سيجريها على تشكيلة الحكومة الجديدة.
كما أعلن أنه سيعيّن مندوب إيران السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الرئيس السابق لجامعة شريف الصناعية علي أكبر صالحي، مساعداً لرئيس الجمهورية ورئيساً لمنظمة الطاقة الذرية بدلاً من غلام رضا آغا زادة.
وأشار نجاد إلى أنه سيُعيّن الأمين السابق لمجلس الوزراء، مسعود زريبافان، مساعداً لرئيس الجمهورية ورئيساً لمؤسسة الشهيد. كما سيعين كبير مستشاريه، مجتبى ثمره هاشمي، في منصب كبير مساعدي الرئيس.
(أ ف ب، مهر، يو بي آي، رويترز)

وقال الوزير إن «مسؤولين في النظام الصهيوني التقوا عناصر من المنافقين (عبارة يشير بها إلى حركة مجاهدي خلق) في شرم الشيخ (مصر) وباريس لإعداد تلك الخطة».
وأكد أن «مجاهدي خلق» طلبوا في المقابل إزالة اسم منظمتهم عن «لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى».
(أ ف ب)