خاص بالموقعباريس ــبسّام الطيارة
قبل بدء محادثات الرئيسين المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى مؤتمر صحافي في الـ«كي دورسيه»، على بعد أمتار من قصر الإليزيه. مؤتمر أسهب فيه في الإجابة عن أسئلة عن ملفات الشرق الأوسط، وهو ما رآه البعض «محاولة تطويق» لما يمكن أن يصدر عن اجتماع الإليزيه، وإشارة إلى أنه «ما زال له كلمة في الدبلوماسية الفرنسية»، رغم أنه، في سياق رده على سؤال عن مصير جلعاد شاليط، «سوف أتناول الطعام مع الرئيس مبارك بعد أقل من ساعة، ولا أستطيع أن أجيبكم بما لم يقله لي بعد». إلا أنه استطرد في إجابته بقوله «ولكن أشك في أن يكون ما سيقوله إيجابياً» قبل أن يؤكد أنه «لا تقدم في هذا الملف»، متمنياً في الوقت نفسه أن «يكون مخطئاً في تقديره».

واستبعد الوزير الفرنسي أن تعود المفاوضات غير المباشرة في تركيا بين إسرائيل وسوريا، واضعاً اللوم على «تنوّع الحكومة» في تل أبيب، متجنّباً الإشارة إلى وصول اليمين المتطرف ومواقفه المتشددة. ولفت إلى أنه لم يلمس «عجلة لدى السوريين»، وأعاد استخدام مصطلحات «التشاؤم الدبلوماسي» عندما أعرب عن اعتقاده بأن هذه المفاوضات «ستحصل يوماً ما». ووصف كوشنير موقف فرنسا المعارض لبناء المستوطنات بأنه «سابق لموقف الإدارة الأميركية».

واعترف رئيس الدبلوماسية الفرنسية بأنه «لا يمكن إعادة بناء غزة اليوم. نستطيع زيارتها فقط»، مشدداً على أن «حلّ أسباب الحرب ليس في الأفق المنظور».

وكشفت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أنّ الحديث عن مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، أكان في موسكو أم في باريس قد «طواه الزمن بعد وصول (الرئيس الأميركي باراك) أوباما». وبحسب هذه المصادر، فقد أبلغ المبعوث الأميركي جورج ميتشل الأفرقاء المعنيين كافة أن الإدارة الجديدة «تفضّل مقاربة أممية»، وهو ما دفع بالقوى الكبرى إلى العودة نحو تداول مسألة حلّ النزاع في إطار مجلس الأمن، الذي سوف «يتسلّم الأمر من مجمل الآليات التي أُوجِدت وأسهمت في تمييع الحلول».

وقد أكدت هذه المصادر توافق الرئيسين المصري والفرنسي في لقائهما على العودة إلى مفاوضات «متعددة الجوانب» بإشراف دولي، تشارك فيه الولايات المتحدة بقوة. ومن هنا، من المتوقع أن تشهد أروقة الأمم المتحدة في أيلول المقبل حركة قوية.