بول الأشقرأظهرت زيارة وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان إلى البرازيل الفوارق المهمة بين مقاربات الدولتين لشؤون الشرق الأوسط، من إيران النووية إلى الصراع العربي الإسرائيلي. وإذا كان ليبرمان قد حصل على الصورة التي كان يبتغيها مع الرئيس لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا، بعد اللقاء الذي جمعهما، فقد حصلت البرازيل من جهتها على أول ترحيب من تل أبيب بأن تؤدي دوراً في حل الصراع العربي الإسرائيلي.
وركّز ليبرمان على الخطر الإيراني الذي عدّه «خطراً كونياً وجودياً لا شرق أوسطياً فقط». وطلب من الرئيس البرازيلي العمل لـ«لجم البرنامج النووي الإيراني»، لكنّ لولا أكد للوزير الإسرائيلي أنه سيستقبل الشهر المقبل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قبل أن يوضح وزير خارجيته سيلسو أموريم أن البرازيل «تتعاطى مع الرؤساء المنتخبين»، ويضيف «إننا وقّعنا معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ونتمنى أن تقوم جميع دول الشرق الأوسط بالمثل»، في إشارة إلى المعاهدة التي لم توقّعها إسرائيل. وأصرّ أموريم على أن المستوطنات الإسرائيلية «تنمو، وهذا ما يعقّد إنجاز السلام».
لكن ليبرمان نفى قيام إسرائيل بتوسيع مستوطناتها، وقدّم مقاربة خاصة به عن «التطرف والاعتدال»، قبل أن يرحّب بدور في الصراع العربي الإسرائيلي. وقال «للبرازيل علاقة جيدة مع سوريا ومع الفلسطينيين، وأعتقد أنها تستطيع أن تسهم في حوار مباشر بين إسرائيل وجيرانها». ورأى أن العلاقات بين البرازيل وإسرائيل سادها «سوء تفاهم (خلال الاعتداء على قطاع غزة)، يزول مع تكثيف الحوار»، مشيداً بتبادل الزيارات بين الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ولولا، بدءاً من نهاية السنة الجارية.
وتأتي زيارة ليبرمان إلى البرازيل ضمن جولة تقوده إلى أكبر أربع دول في أميركا الجنوبية، تشمل الأرجنتين والبيرو وكولومبيا، ضمن خطة لوزارة الخارجية الإسرائيلية لتوثيق العلاقات مع «دول البريك»، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين، حيث النفوذ الإيراني بدأ ينمو.
إلى ذلك، بدأ ليبرمان، أمس، زيارته إلى الأرجنتين، حيث لن تلتقيه الرئيسة كريستينا كيرشنير، فيما سيجد الموضوع الإيراني آذاناً صاغية، لأن الزيارة تتطابق مع مرور 15 سنة على تفجير مبنى الـ«أميا» للتعاضد اليهودي، الذي اتهم القضاء الأرجنتيني مسؤولين إيرانيين بالقيام به.