صدرت النسخة الثانية لخطة حل الأزمة الهندورية، ولم يعد ينقصها إلا موافقة الانقلابيين، الأمر الذي قد يؤدي إلى بدء العد العكسي لعودة الرئيس زيلايا المتوقعة اليوم
بول الأشقر
بعدما أعلنت حكومة الأمر الواقع، نهار الأربعاء، أن وفدها لن يذهب إلى كوستاريكا، عادت وغيّرت رأيها، وكانت موجودة ـــــ وكذلك الوفد الممثل للرئيس مانويل زيلايا والسلك الدبلوماسي ـــــ عندما قرأ الرئيس الكوستاريكي أوسكار أرياس النسخة الثانية من خطته لإيجاد تسوية في النزاع الهندوري.
ولا تختلف النسخة الثانية كثيراً عن النسخة الأولى، التي يبدو أنها عدّلت بطلب من الحكومة الانتقالية بعد مفاوضات جرت الاثنين الماضي في باناما. بدلاً من النقاط السبع، صارت 12 نقطة، وانتقلت عودة زيلايا من النقطة الأولى إلى النقطة السادسة في الترتيب، ووضعت مهل زمنية لتحقيق النقاط، ومنها نهار الجمعة (اليوم) لعودة زيلايا، ونهار الاثنين المقبل لتأليف الحكومة، وبدلاً من إصدارها عفواً عاماً، طُلب من مجلس النواب إصداره.
ومقارنة مع النسخة الأولى التي نصّت على تأليف لجنة متابعة، ورد هذه المرة تأليف لجنتين: لجنة متابعة لتطبيق الاتفاق، ولجنة استقصاء الحقائق في الأحداث التي ولّدت الأزمة. وأعطى أرياس للوثيقة اسم «اتفاق سان خوسي»، مقترحاً العودة إلى الجمعية العامة لمنظمة الدول الأميركية إذا تخلّف أحد الطرفين عن توقيعه. وبدا أن الرئيس أرياس، الذي يعمل على ما يبدو بإشراف دقيق من وزارة الخارجية الأميركية، قد ليّنَ الاقتراح لجعله أداة قابلة لاستيعاب التطورات الحاصلة والمقبلة، ولجم الديناميات القادرة على تفجير الوضع، ما قد يلحق أضراراً كبيرة بصدقية الرئيس باراك أوباما والولايات المتحدة في المنطقة. فعلى سبيل المثال، نص الاتفاق على أن عودة زيلايا إلى الرئاسة يجب أن تحصل نهار الجمعة (اليوم)، وهو اليوم الذي اختاره زيلايا للعودة. ومن تصريحات الوفود، لم يكن ممكناً استخلاص حقيقة ما الذي حصل أو تغيّر، إذ ذكر الوفد المفاوض باسم زيلايا «أنه سبق أن وافق على الاقتراح الأول، وأن المفاوضات فشلت بسبب تعنّت الانقلابيين».
أما وفد «الأمر الواقع»، فشكر أرياس ووعد بنقل النسخة الجديدة إلى «السلطات الثلاث غداً (أمس)، لأننا نعيش في ظل نظام يتميّز باستقلالية السلطات وتكاملها».
ولكن رغم ذلك، لا يبدو الرئيس زيلايا متفائلاً بما يحدث: «قبلنا بكل ما طلبوه، وهم من جهتهم لم يقبلوا بشيء»، في إشارة إلى رفض الانقلابيين التسليم بعودته رئيساً، وأكد أن «عودتي قد بدأت اليوم (أمس)، وسأكون غداً (اليوم) في بلدي حيث أنا عائد برفقة زوجتي وأولادي وحمايتكم (متوجهاً إلى الصحافيين)». أما وزير خارجية الأمر الواقع، كارلوس لوبيز، فعاد وأكد، أول من أمس، أن «عودة زيلايا رئيساً غير قابلة للتفاوض ولا يحق للسلطة التنفيذية بتّها».
يشار إلى ظهور بصيص أمل وحيد في قرار حكومة الأمر الواقع تمثّل في توزيع نص «اتفاقية سان خوسي» أخيراً على السلطات الثلاث، الأمر الذي يعني أن مجمل المؤسسات التي تؤيّد الأمر الواقع ستتداول للمرة الأولى بعودة الرئيس زيلايا.