نيويورك ــ نزار عبودعشية الذكرى السنوية السبعين لاندلاع الحرب العالمية الثانية، دعا مجلس الجمعية الاتحادية للاتحاد الروسي، المجتمع الدولي إلى «تقويم منصف ونزيه لأسباب هذا الحدث التاريخي ونتائجه، بعد بروز اتهامات تحمّل روسيا وألمانيا الهتلرية القدر نفسه من المسؤولية»، بحسب بيان وزع في الأمم المتحدة أمس.
وحذّر المجلس من أن «هذا التوجّه يثير ضغائن وأحقاداً أوروبية، من شأنها تهديد الصيغة الدولية الحالية، وإشعال حروب مماثلة بين الدول الأوروبية». وقال البيان إن «الحرب العالمية الثانية التي نشبت في مطلع أيلول من عام 1939، أسفرت عن زهق عشرات الملايين من الأرواح الذين ينبغي أن تبقى ذكراهم نقية لا تشوبها أي شائبة، بعيداً عن أيّ تحريف من أجل أن يتناغم والتوجهات السياسية».
واستندت المذكرة إلى حكم التاريخ بأن النازية كانت أبرز المرتكبين لتلك المأساة. وتعود الأسباب، بحسب الرؤية الروسية، إلى «بروز تناقضات بين الدول ما كان ممكناً التوفيق بينها، فضلاً عن الأنانية والأطماع العدوانية التي تعاظمت منذ أوائل العشرينيات». واتهم البيان بعض الدول الأوروبية ذات النفوذ بالمسؤولية عن عرقلة إنشاء «نظام فعال للأمن الجماعي».
ونبّه البيان إلى «مخاطر انهيار النظام الدولي الذي تكوّن بعد الحرب العالمية الثانية»، محذّراً من «محاولات تحريفية تبذل لإعادة النظر في الأسباب الحقيقية للحرب العالمية الثانية، وتحميل مسؤولية اندلاعها للاتحاد السوفياتي وألمانيا في عهد هتلر على حد سواء. وفي المقابل، تبرئة الذين تواطؤوا مع هتلر وارتكبوا جرائم على أراضي البلدان التي احتلها النازيون، والذين هُزموا مع الرايخ الثالث». وهاجم البيان أولئك بالقول إن «مجلس الجمعية الاتحادية للاتحاد الروسي يعلن أن هذه المحاولات تمثّل إهانة لشعب متعدد الأعراق دفع أغلى ثمن من أجل السلام».
في هذا الوقت (أ ب، أ ف ب، رويترز)، تواجه روسيا ضغطاً من نوع آخر، يتمثل في التقارب الأميركي حيال جورجيا وأوكرانيا، الذي تجلى أخيراً في زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى هذين البلدين.
وأعلن بايدن من تبليسي، حيث التقى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، أن «الولايات المتحدة تؤيد جورجيا موحّدة»، معتبراً أن على «تبليسي أن تبذل جهداً أكبر لتصليب ديموقراطيتها». وأضاف «نحن ضد مفهوم مناطق النفوذ الذي يعود إلى القرن التاسع عشر ولا يمتّ بصلة إلى القرن الحادي والعشرين». وتابع «لن نعترف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية كدولتين مستقلتين»، مشيراً إلى أن «بلاده تدعم سعي جورجيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي».
من جهته، قال ساكشفيلي «نحن دولة تتعرض لهجوم تحت احتلال جزئي»، مضيفاً «قررنا أن ننضم إلى العالم الحر. أوروبا. وحلف شمال الأطلسي».
في المقابل، أعلنت روسيا أنها «بصدد اتخاذ تدابير ملموسة للحؤول دون إعادة تسليح جورجيا». ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية، غريغوري كاراسين، قوله «نشعر بقلق بالغ إزاء مساعي الحكومة الجورجية لإعادة عسكرة البلد، الأمر الذي تتعاطى معه بعض الحكومات بهدوء، لا بل بصورة إيجابية». واتهم «بعض الدول بالعمل في الكواليس من خلال التستر على التعاون العسكري مع جورجيا تحت غطاء المساعدة الإنسانية لتجاوز تبعات النزاع».
ونفى رئيس البرلمان الجورجي، ديفيد بكرادزيه، عقد مباحثات لشراء أسلحة أميركية خلال زيارة بايدن. لكنه أوضح أن «اتفاق الشراكة الاستراتيجية (بين جورجيا والولايات المتحدة) ينص على أن تقدم الولايات المتحدة مساعدات إلى جورجيا لتطوير قدراتها الدفاعية».