تراجع شعبيّة حزبي الطالباني والبرزاني واستياء كوادرهما من تفاهمهمابغداد ــ زيد الزبيدي
عكست نتائج الانتخابات في إقليم كردستان عدم الرضى الواضح والكبير عن الحزبين الحاكمين، إذ أظهرت تراجعاً في شعبية «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة جلال الطالباني، و«الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود البرزاني، على الرغم من نسبة الـ60 في المئة التي حصلت عليها القائمة الكردستانية في انتخابات برلمان الإقليم، أو نسبة الـ70 بالمئة التي حصل عليها مسعود البرزاني لرئاسة الإقليم.
فقد شهدت الانتخابات تقدّماً ملحوظاً لقائمة «التغيير»، بزعامة نوشيروان مصطفى، وخصوصاً في السليمانية حيث سحقت الحزبين الرئيسين. وبحسب الإعلامي المتخصص بالشؤون الكردية سلام العادلي، فإن «نظام القائمة المغلقة، والدائرة الانتخابية الواحدة، أدى دوراً كبيراً في هذه النتائج، لكنه أعطى في التفاصيل صورة أخرى، ترجع بجذورها إلى الخلاف القديم بين أربيل والسليمانية، وعدم رضى كوادر الاتحاد الوطني وقواعده عن الاتفاق مع الحزب الديموقراطي».

المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لا ترى أدلة قانونية على تزوير
ويضيف العادلي: «إن السليمانية لم تنتخب مسعود البرزاني لرئاسة الإقليم، وتفوّق عليه كثيراً المرشح المنافس كمال ميراودلي، رغم أنه أمضى السنوات الثلاثين الأخيرة خارج الإقليم، وخارج العراق، وأنه خاض الانتخابات بإمكانات مادية متواضعة جداً، في مقابل ميزانية هائلة وماكينة إعلامية واسعة النطاق وقوى أمنية وإدارية، لمصلحة البرزاني، مع دعم سياسي ومعنوي من جلال الطالباني».
ومن جهته، شبه ميراودلي الانتخابات بتلك التي كانت تحصل في عهد حزب «البعث»، معلناً أنه «يرفض القبول بنتائج انتخابات رئاسة الإقليم التي أُعلنت إعلاناً غير رسمي»، مطالباً بإلغاء نتائجها في أربيل ودهوك. وأضاف «أن الحزب الديموقراطي والاتحاد الوطني ارتكبا خروقاً كبيرة، إذ أدلى البعض من أنصارهما بأصواتهم أكثر من 10 مرات»، متسائلاً: «كيف سمحت مفوضية الانتخابات بذلك؟» وتابع: «إنني لا أقبل بالنتائج. وأطالب بإلغائها في المحافظتين». وأشار إلى أنه «رئيس للإقليم رسمياً، وأطالب مسعود البرزاني بالتخلي عن منصبه».
وعلى الرغم من ذلك، يلاحظ المراقبون السياسيون أن حصول قائمة الحزبين الكبيرين الحاكمين على نسبة 30 بالمئة، أو أكثر قليلاً، في السليمانية، يمثل «إهانة» للراضين بتحالفهما، وانتكاسة شعبية لهذا التحالف الهشّ، ولو كانت هناك انتخابات محلية للمحافظات، بصلاحيات واسعة، لشهد الإقليم حالة واضحة من التفكك.
وفي السياق، تباينت الآراء في النتائج الأولية لانتخابات إقليم كردستان. وقال عضو البرلمان الكردستاني، دلير شاويس «إن الانتخابات حققت تحولات جذرية في الحياة السياسية في إقليم كردستان، إذ برزت في هذه المرة أسماء كيانات سياسية أسهمت في الخروج من الإطار التقليدي لانتخابات الإقليم».
أما فاضل رؤوف، من القائمة الكردستانية، فأشار إلى أن القيادات الكردية فوجئت بفوز قائمة «التغيير» بـ 28 مقعداً في السليمانية، ومنافسة المرشح كمال ميراودلي لمسعود البرزاني، وفوزه في المحافظة بأكثر من 300 ألف صوت، بالإضافة إلى فوزه في الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة السليمانية.

ميراودلي: أنا رئيس الإقليم رسمياً وأطالب البرزاني بالتخلي عن منصبه
وأقرّ المسؤول في «الاتحاد القومي الكردستاني»، غفور مخموري، أن الاتحاد «فشل في الحصول على مقاعد في البرلمان، لكن الدلائل تؤكد أن السلطات المحلية زوّرت الأصوات مباشرة».
أما هادي محمود، من الحزب الشيوعي الكردستاني، فلاحظ الحماسة الملموسة للمشاركين في الانتخابات هذه المرة، بسبب كثرة الكيانات السياسية باختلاف اتجاهاتها الفكرية والسياسية.
ومن جهته، أكد مسؤول المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي، الدكتور هادي علي «أن الانتخابات التي جرت قبل يومين في إقليم كردستان، كانت مختلفة عن سابقاتها، وأنه على الرغم من سير عملية الاقتراع في يوم الانتخاب سيراً طبيعياً، وحتى الساعة الرابعة بعد الظهر، إلا أن من المؤسف حصول تصرفات غير قانونية وخروق انتخابية، والقيام بعمليات تزوير في بعض المدن، وخصوصاً أربيل ودهوك».
في هذا الوقت، أعلن عضو المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكردستاني، سمير سليم، أن «النتائج الأولية أظهرت حصول قائمة الخدمات والإصلاح على قرابة 20 مقعداً في برلمان إقليم كردستان المقبل». وقال: «إننا على الرغم من ذلك غير راضين بتلك النتائج». وأضاف: «إن السلطة، بعدما عرفت أن وضعها سيئ في أربيل ودهوك، ارتكبت عدة خروق في هاتين المحافظتين، ما أدى إلى تدني نسبة النتائج التي نالتها المعارضة».
وبدوره، ذكر عدنان محمد، من قائمة «التغيير»، أن عمليات تزوير جرت في الساعة الأخيرة من يوم السبت، بعدما أقرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إضافة ساعة واحدة لمدة التصويت، وخصوصاً في محافظتي أربيل ودهوك، حيث مارست السلطات الإدارية هناك عملية التزوير، وعلى الرغم من ذلك حصلت القائمة على 25 في المئة من أصوات الناخبين هناك.
إلى ذلك، قال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرج الحيدري، إن المفوضية تلقت 38 شكوى من الكيانات السياسية المشاركة، وإنها ستدرس تلك الشكاوى، مشيراً إلى عدم وجود أدلة قانونية على تزوير الانتخابات التي وصفها بالنزيهة.

مسعود البرزاني (الصورة)، تجمعوا ليلة الأحد ــ الاثنين أمام مقر المكتب السياسي للاتحاد في أربيل، وحاصروه. وقال، في بيان: «إن عناصر الحزب استمروا بمحاصرة المقر حتى صباح الاثنين أمام أعين قوات الشرطة والأمن، وكانوا يرددون هتافات استفزازية، ويتحينون ذريعة للقيام بهجوم فعلي على المبنى». إلا أنه تمت تهدئة الوضع وتفريق المتجمعين.
(الأخبار)