بعد أقل من شهر على الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما للقارة الأفريقية، تقوم وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، اعتباراً من الخامس من آب المقبل، بجولة على سبع دول أفريقية ستبدأها من كينيا حيث ستشارك في أعمال منتدى «أجوا»
واشنطن ــ محمد سعيد
في محاولة لإبراز الأولوية التي يعطيها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للقارة الأفريقية، تبدأ وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، في الخامس من آب المقبل جولة أفريقية تشمل سبع دول، هي: كينيا، جنوب أفريقيا، أنغولا، الكونغو، ليبيريا، نيجيريا والرأس الأخضر.
ومن المقرر أن تشارك كلينتون، خلال جولتها، في المنتدى الثامن للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنطقة جنوبيّ الصحراء الأفريقية المعروف اختصاراً باسم «أجوا»، الذي سيعقد في العاصمة الكينية نيروبي من 4 إلى 8 آب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إيان كيلي، إن هذه الجولة تبرز التزام إدارة أوباما وضع أفريقيا على أولويات السياسة الخارجية الأميركية، حيث ستكون هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته أفريقيا بفاصل زمني قليل.
ورأى بيان للخارجية الأميركية أن «أفريقيا ليست على هامش الدبلوماسية الأميركية والتجارة الدولية»، مشيراً إلى أنه «بمتابعتها عن كثب زيارة الرئيس لغانا، ستظهر وزيرة الخارجية التزام الولايات المتحدة بشراكة مع أفريقيا تقوم على المسؤولية والاحترام المتبادل».
ومن المقرر أن تلقي كلينتون، التي سيرافقها في جولتها كل من وزير الزراعة توم فيلساك، والممثل التجاري الأميركي رون كيرك، ومساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية جوني كارسون، كلمة في الحفل الوزاري الافتتاحي لمنتدى «أجوا»، كذلك ستعقد على هامش المنتدى لقاءات ثنائية مع كبار المسؤولين، سيكون أبرزها اللقاء الذي سيجمعها بالرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، وفقاً لما أعلنه كيلي الذي لم يقدم أي تفاصيل عن الاجتماع الذي يعكس الرغبة القوية لإدارة أوباما بتعزيز سلطة شيخ شريف الهشّة التي تعاني هجمات المتمردين الإسلاميين المتشددين العازمين على إطاحة حكومته التي يرأسها عمر شارماركي.
وبعد مشاركتها في المنتدى، تنطلق كلينتون من كينيا إلى باقي الدول التي ستشملها جولتها الأفريقية، بدءاً بجنوب أفريقيا. وستؤكد في كل محطة من هذه الجولة دور أفريقيا قارةً للفرص القائمة على المسؤولية الأخلاقية. وستؤكد التزام واشنطن الشراكة مع حكوماتها والقطاع الخاص لديها والمنظمات غير الحكومية والمواطنين، لبناء مجتمعات يستطيع كل فرد فيها أن يحقق ذاته.
وأشار كيلي إلى أن كلينتون ستشجع هذه الدول على انتهاج طرق وحلول جديدة للتحديات القديمة وإطلاق ملكات الإبداع والتكنولوجيا لوضع أساس للاستقرار في المستقبل، وستؤكد أهمية تسهيل روح العمل الاجتماعي والاقتصادي، وتشجيع جيل جديد من شباب العلماء الأفارقة، وقادة المشروعات الصغيرة وقيادات المجتمع المدني الذين يحلون مشاكل حقيقة، فضلاً عن ضرب المثل في النجاح الاقتصادي والتقدم الاجتماعي مع انخراط المرأة شريكاً كاملاً في هذا التقدم.
ويتوقع أن تبحث كلينتون التوجهات الجديدة نحو التنمية التي ستتضمن تأكيد الاستثمار والنمو الاقتصادي الواسع النطاق، كذلك ستبحث مشكلة الجوع في العالم، والقضايا الزراعية، إضافةً إلى تناول سبل تعزيز الإدارة الإقليمية الرشيدة، والمشاركة بين الزعماء الإقليميين لكي يتكاتفوا في منع الصراعات والعنف، بما في ذلك العنف بين الجنسين، وتآكل المساحة الديموقراطية والتهديدات بين الدول.