strong>أنهى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس زيارته المفاجئة إلى العراق بالتشديد على عدم تضييع «المكاسب التي تحقّقت»، في ظل الحديث عن تسريع وتيرة الانسحاب الأميركي
حض وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أمس، المسؤولين في إقليم كردستان العراق على ضرورة تسوية الخلافات مع بغداد قبل الانسحاب الكامل لقوات بلاده نهاية 2011 «لكي لا تضيع المكاسب التي تحققت»، فيما أشار إلى أن بلاده قد تسرّع انسحاب قواتها من بلاد الرافدين. وكانت مصادر كردية قد أفادت أن غيتس بحث مع رئيس الإقليم مسعود البرزاني إمكان تقريب وجهات النظر بين كردستان والسلطة المركزية في بغداد، ولا سيما في ما يتعلق بقضايا الحدود والنفط والبشمركة.
وقال المتحدث باسم وزير الدفاع الأميركي، جيف موريل، للصحافيين بعد اللقاء، «لقد ذكّر مضيفيه بأننا جميعاً قدمنا الكثير من التضحيات بالدم والمال لا لكي نرى المكتسبات التي تحققت في العامين الأخيرين تضيع سدى بسبب الخلافات السياسية». وأضاف إن غيتس أبلغ البرزاني أنه «من المهم جداً للطرفين التحرك سريعاً قبل أن تنهي القوات الأميركية انسحابها التام أواخر عام 2011». وتابع أن غيتس حض الأكراد «على اغتنام وجودنا في العراق لتسوية بعض خلافاتهم مع حكومة بغداد».
من جهته، قال قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال ريموند اوديرنو، «بعد انخفاض أعمال العنف في عموم مناطق العراق، بات التوتر بين الأكراد والعرب بشأن المناطق المتنازع عليها والنفط الأمر الأكثر تهديداً لاستقرار البلاد». وأضاف إن «القوات الأميركية تتابع الأوضاع عن كثب وتنسق مع حكومتي الإقليم وبغداد في محاولة منها للحد من تصاعد التوتر».

أوديرنو: التوتر بين الأكراد والعرب الأكثر تهديداً لاستقرار البلاد
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري «إن زيارة غيتس إلى العراق تأتي للتنسيق المشترك والحفاظ على المنجزات الأمنية التي تحققت في البلاد. وإلى تأكيد الدعم تجاه تسليح القوات العراقية وتدريبها».
وفي السياق، صرح غيتس للصحافيين الذين رافقوه في رحلته من العراق إلى تركيا، أن بلاده قد «تسرّع انسحاب قواتها من العراق». وقال «أعتقد أن هناك على الأقل فرصة لعملية تسريع متواضعة»، موضحاً أن القرار جاء لأن الوضع «أفضل مما كان متوقعاً».
وفيما لم يذكر غيتس تفاصيل أخرى عن الانسحاب المبكر، شدد على أن الفكرة الأولية ترتبط باستمرار «الأنباء السارة» في العراق، وبالتالي يمكن «أن تحدث أو لا تحدث... هذا يتوقف على الظروف».
ومن جهة أخرى، نفت حكومة إقليم كردستان وجود مشروع سياسي جديد لحل المشاكل بينها وبين الحكومة المركزية. ونقل موقع حكومة كردستان عن رئيس ديوان رئاسة مجلس وزراء الإقليم نوري عثمان قوله انه «لا يوجد حل جديد للمشاكل بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية». وأضاف «إن الجانبين ماضيان وعازمان على حلها عبر الحوار والدستور».
وفي السياق، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات، رسمياً، فوز زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البرزاني، بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية لإقليم كردستان العراق بغالبية 70 في المئة من أصوات المقترعين، فيما احتفظت اللائحة الكردستانية التي تضم حزبه والاتحاد الوطني الكردستاني بالغالبية حاصدة 57 في المئة من الأصوات. أما لائحة «التغيير» المعارضة، بزعامة نوشيروان مصطفى، فقد نالت 23.57 في المئة.
إلى ذلك، عادت المواجهات أمس إلى منطقة اشرف بين قوات الأمن العراقية وأنصار مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، غداة اشتباكات دامية أودت بحياة شرطيين فضلاً عن مئات الجرحى من الطرفين.
وقال مدير مكتب قائد شرطة ديالى، المقدم ابراهيم الكروي، «لا تزال المواجهات دائرة بين الطرفين». وأشار إلى عدم معرفته بـ«وقوع خسائر حتى الآن»، مؤكداً أن «الشرطة تسيطر على 75 في المئة من المدينة ولا تزال المواجهات مستمرة».
من جهتها، أعلنت مصادر طبية وفاة اثنين من أفراد الشرطة إثر إصابتهما بجروح، فيما أعلن المتحدث باسم مجاهدي خلق، شهريار كيا، «مقتل سبعة أشخاص وإصابة 385 آخرين بجروح»، الأمر الذي نفته المصادر العراقية الرسمية. وأعرب المسؤول عن «الخشية من قيام السلطات العراقية بتسليم المعتقلين للنظام الإيراني».
وفي طهران، رحب رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، باستعادة القوات العراقية السيطرة على معسكر أشرف. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن لاريجاني قوله إن «تحرك الحكومة العراقية موضع ترحيب ولو جاء متأخراً». بدوره، طالب العضو في لجنة الأمن القومي في البرلمان، حسين صبحاني نيا، الحكومة العراقية بتسليم طهران أفراد هذه المجموعة لمحاكمتهم «بالجرائم التي ارتكبوها».
(يو بي أي، ا ف ب، ا ب)