لم تمضِ أشهر على عودة العلاقات بين كراكاس وبوغوتا إلى مجراها الطبيعي، حتى عاد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز للتهديد بقطعها، عازياً التناغم بين كولومبيا إسرائيل إلى الدور الموكل إليها في تفتيت وحدة القارة اللاتينية
بول الأشقر
أمر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، أمس، بسحب سفيره من كولومبيا، وأعلن أنه سيجمد العلاقات معها، متهماً الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي بأنه «شخص غير مسؤول»، ومؤكداً أنّ فنزويلا «تستطيع التخلي عن وارداتها الكولومبية وستستبدلها من مصادر أخرى»، في إشارة إلى أنّ كولومبيا ثاني شريك تجاري لفنزويلا بعد الولايات المتحدة.
وتأتي القطيعة بعدما أعلن الجيش الكولومبي العثور في أيدي منظمة «الفارك» الثورية على قاذفات صواريخ هي جزء من صفقة أسلحة باعتها السويد للجيش الفنزويلي. وفيما طلبت السويد توضيحات، قال وزير خارجية فنزويلا، نيكولاس مادورو، إنّ بلده «سيوضح في الوقت المناسب خلفيات هذه الكذبة الجديدة التي تهدف إلى تبرير إقامة قواعد عسكرية أميركية في كولومبيا».

مهمة كولومبيا منع وحدة العالم الأميركي اللاتيني كدور إسرائيل في منع وحدة العالم العربي
وقال تشافيز، أول من أمس، إنّ «أميركا تريد تحويل كولومبيا إلى إسرائيل أميركا اللاتنية». وأضاف: «كما أنّ مهمة إسرائيل هي الحؤول دون وحدة العالم العربي، مهمة كولومبيا هي منع وحدة العالم الأميركي اللاتيني». ولفت إلى أنّ «كولومبيا ذراع الإمبريالية، والتناغم بينها وبين إسرائيل عائد إلى الدور الموكل إليها». وكانت فنزويلا قد قطعت علاقاتها مع كولومبيا السنة الماضية في آذار بعد غارة كولومبية على مخيم لمنظمة «الفارك» في الإكوادور قبل إعادتها بعد أشهر.
وتزامن تصريح تشافيز مع زيارة وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان إلى كولومبيا، حيث اجتمع مع وزير خارجيتها قبل أن يصرح قائلاً إنّ «كلام تشافيز هو كلام غريب، ويهدف إلى التدخل بالمال وبالسياسة في شؤون دول أميركا الجنوبية».
وكان ليبرمان قد صرّح في محطته ما قبل الأخيرة في البيرو، أنّ «تشافيز يوزع وثائق مزورة على الإيرانيين ليسمح بتغلغلهم في المنطقة». وتحدث عن وجود خلايا لحزب الله في منطقة لاغواخيرا الكولومبية.
ويشار إلى أنّ كولومبيا أعلنت نهار الجمعة الماضي، يوم إقفال قاعدة مانتا العسكرية الأميركية في الإكوادور، قرب إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة يجيز لها فتح خمس قواعد عسكرية جوية أميركية لمدة عشر سنوات.
وفي انتظار وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، نفى قائد الجيش الجنرال باديللا أي علاقة بين الاتفاق، الذي وصفه بـ«أسلوب حديث للتعاون»، وإقفال القاعدة الإكوادورية. واعترضت المعارضة الكولومبية على الاتفاق، لأن فتح قواعد عسكرية أجنبية يتطلب دستورياً تدابير تمهيدية لم تُحتَرم.