أعلنت السلطات النيجيرية في ولاية بورنو الواقعة شمال البلاد، أنها تمكنت من هزيمة إسلاميي «طالبان نيجيريا»، الذين يقفون وراء الاشتباكات التي اندلعت منذ الأحد الماضي، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 600 شخص، بينهم الرجل الثاني في المجموعة، أبو بكر شيكاو. وقال حاكم الولاية، علي مودو، في تصريحات إذاعية أمس، «نجحت عناصر الأمن في طرد المتشددين وأحثّ الجميع على العودة إلى حياتهم الطبيعية». وأضاف «في الوقت نفسه لا يزال البحث من منزل إلى منزل مستمراً، وأي شخص يؤويهم سيتم التعامل معه وفقاً للقانون». ومهّد الجيش الطريق أمام سحق الإسلاميين عبر تعزيز عديده في المنطقة الشمالية. وبعدما أرسل نحو ألف جندي إضافي أول من أمس ساهموا في مطاردة الإسلاميين طوال الليل، أعاد الجيش منذ صباح أمس قصف أحياء في مايدوغوري حيث يوجد فيها الإسلاميون المتشددون، ما مكّنه من تضييق الخناق عليهم بعد السيطرة على الجيب الرئيسي لهم، وفقاً لما أعلنه رئيس العمليات العسكرية في مايدوغوري، بن أهونوتو، الذي قال إن الجيش «سيطر على جيبهم، وهم يلوذون بالفرار ونحن نطاردهم». تضييق لم ينكره أيضاً أحد قادة المجموعة، أمينو تاشن عليمي، الذي قال بينما كان يطغى على صوته دويّ الرصاص، «ألا تسمعون أننا نقصف، كيف تريدون أن أكلمكم».
وأكد شهود عيان من المقيمين في الأحياء القريبة من حي بايان، حيث تحصّن الناشطون الإسلاميون، أنهم شاهدوا عناصر «طالبان» يغادرون الجيب. وقال أحدهم إن عناصر من المجموعة «عبروا حيّنا في أربع سيارات هذا المساء». وأشار إلى أن «ثمة شائعة تسري بأن محمد يوسف قائد المجموعة كان في عداد القافلة».
كذلك أفاد شاهد آخر عن فرار الإسلاميين. وقال «شاهدنا عشرات من عناصر بوكو حرام يفرّون. توقفوا قليلاً وقصّوا شعورهم وحلقوا لحاهم واستبدلوا عباءاتهم بسراويل جينز وتي ـــــ شيرت ثم رحلوا»، موضحاً أنهم «عبروا نهر غامبورو واختفوا».
وتفيد آخر حصيلة لضحايا الاشتباكات، التي اندلعت الأحد الماضي، عن مقتل ما لا يقل عن 600 شخص، بينهم الرجل الثاني في المجموعة، أبو بكر شيكاو. وأوضح مصدر في الشرطة، رفض الكشف عن اسمه، أن «الرجل الثاني في طالبان الذي يدعى أبو بكر شيكاو قتل في الصباح الباكر مع مئتين من مقاتليه على يد الجيش النيجيري الذي تتبعهم في منطقة نيومارك حينما كانوا يحاولون الفرار». بدوره، قال الصحافي المحلي، مصطفى عيسى، إنه شاهد جثث 90 مقاتلاً إسلامياً قتلوا ليل أول من أمس في مايدوغوري. وقال «تناثرت نحو 70 جثة حول المسجد وفي قاعدة طالبان. ووجدنا 20 جثة أخرى داخل منزل».
(أ ف ب، رويترز)


أسفرت الاشتباكات العنيفة، التي اندلعت بين الجيش النيجيري وإسلاميين من جماعة «طالبان نيجيريا»، عن فرار أكثر من ثلاثة آلاف من سكان عاصمة ولاية بورنو، مايدوغوري، غالبيتهم من المسيحيين، إلى ثكن الجيش في محاولة للاختباء بعد اشتداد حدة المعارك بناءً على أوامر الرئيس النيجيري، عمر يارادوا (الصورة)، الذي طالب القوات الأمنية بشن حملة لسحق المسلحين واحتوائهم بشكل حاسم.
(أ ف ب)