Strong>نجاد يتلقّى دعوة من مبارك لحضور قمة «عدم الانحياز»... ويناظر موسوي غداًكلمّا اقترب موعد الانتخابات الإيرانية، تشتد حماوة المنافسة بين المحافظين والإصلاحيين. لكن ما تشهده ولاية سيستان بلوشستان يبدو أكثر ضراوة، إذ يُوظّف العامل المذهبي في خلافات سياسية تأخذ أبعاداً أمنية خطيرة يدفع ثمنها الشعب الإيراني، بقطع النظر عن انتمائه المذهبي

طهران ــ محمد شمص
لا تزال الأوضاع الأمنية في جنوب شرق إيران متوترة، عقب إعدام ثلاثة مُدانين بتفجير مسجد في مدينة زاهدان، حيث توفي أمس خمسة إيرانيين في «حريق متعمّد»، فيما كشف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عن دعوة وجهها الرئيس المصري حسني مبارك إلى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور قمة دول حركة عدم الانحياز في القاهرة.
وقال متكي إن إيران تدرس الدعوة المصرية للرئيس نجاد للمشاركة في قمة دول حركة عدم الانحياز، علماً بأن نجاد انتخب رئيساً للقمّة المقبلة بإجماع 188 عضواً خلال قمة هافانا أخيراً.
وأعلن متكي أن بلاده «هي القوة الإقليمية الأولى في المنطقة من الناحية السياسية»، مرحّباً في الوقت عينه «بعلاقات طيبة وطبيعية مع مصر وكل الدول العربية والاسلامية، لما فيه مصلحة المنطقة والمسلمين».
وبشأن الحوار المرتقب بين طهران وواشنطن بعد الانتخابات الرئاسية في بلاده، كشف متكي أن الموضوع هو في مرحلة متقدّمة، حيث النقاش يدور حول موضوع الحوار وأهدافه. وأضاف «في الفترة السابقة، سمعنا كلاماً إيجابياً عن الحوار، فأجبنا أيضاً بكلام إيجابي. وعندما يبدأ الأميركيون بالحديث عن الأفعال، فإن طهران مستعدة للدخول العملي في هذه المرحلة من تنفيذ الأقوال وتطبيقهامن جهته، دعا وزير الدفاع الإيراني اللواء مصطفى محمد نجار «الدول العربية المجاورة إلى المشاركة في إنشاء منظومة أمنية تحمي المنطقة وتفرض الأمن فيها»، مضيفاً أن «الحفاظ على أمن الخليج وبحر عُمان عمل شاق، لكن إذا تعاونت الدول العربية الجارة مع إيران التي تضع كل إمكاناتها في سبيل إنجاح عمل هذه المنظومة، فسنكون حينها قادرين على بسط الأمن في المنطقة».
وفي الشأن الانتخابي (أ ف ب، أ ب، مهر)، دافع الرئيس محمود أحمدي نجاد عن «إنجازات» حكومته في المجال الاقتصادي، مشيراً الى محاربته الفساد المالي والاقتصادي في المؤسسات الحكومية خلال السنوات الأربع الماضية من حكمه.
وكشف نجاد عن أنه «عزل نائب وزير النفط من منصبه بعدما تكشّف اختلاسه مبلغ 400 مليون دولار من خلال عقود النفط، إذ كانت تمر جميعها من خلاله»، مشيراًً الى أن «هذا الوزير شغل مواقع أخرى مهمة طيلة 25 عاماً وتربطه صلة قويّة مع أحد الرؤساء السابقين».
في هذه الأثناء، يستعد نجاد والمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي للمناظرة التلفزيونية الكبرى، مساء غد الأربعاء. ويتوقع أن تكون هذه المناظرة ساخنة ويشاهدها ملايين الإيرانيين عبر شاشة التلفزيون الرسمي، الذي أعطى بالتساوي وقتاً للمرشحين الأربعة لعرض برامجهم الانتخابية أو لإجراء المناظرات التلفزيونية.
إلى ذلك، أعلنت فائزة رفسنجاني، ابنة رئيس مجلس الخبراء الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أنها ستقدّم مئتي ألف ثوب للنساء بلون أخضر (وهو اللون الذي اختاره موسوي لحملته الانتخابية)، ويقدّر ثمنها بأربعة ملايين دولار أميركي.
في الموضوع الأمني، ذكر موقع شبكة «برس تي في» الإيرانية الإلكتروني أن خمسة موظفين في شركة «مهر» المالية للإقراض قتلوا «في هجوم متعمّد أدى إلى اشتعال النار في المبنى» في زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان.
ووصفت شركة «مهر» نفسها على موقعها على الإنترنت بأنها شركة تسليف تهدف إلى «تحسين حياة الناس، وخاصة الباسيج»، في إشارة إلى الميليشيا الدينية التي تعمل بقيادة الحرس الثوري الإسلامي.
وكان نائب قائد الشرطة الإيرانية، الجنرال أحمد رضا رادان، أعلن توقيف عدد من الأشخاص في أعقاب اضطرابات طائفية وقعت يوم الأحد الماضي في مدينة زاهدان (جنوب شرق)، بعد استهداف مسجد للشيعة، الخميس الماضي، في هجوم انتحاري خلّف 25 قتيلاً.
وقال رادان «أمس (الأحد)، حاول بعض الأشخاص إثارة انقسامات بين الشيعة والسنّة في المنطقة، لكنّ الوضع عاد إلى الهدوء مع تدخّل مسؤولين وزعماء دينيين في المحافظة».
وأضاف أنه جرى «توقيف أشخاص حاولوا خلق مناخ من عدم الاستقرار في المدينة»، موضحاً أن بين الموقوفين «أشخاصاً من الشيعة والسنّة».
على صعيد آخر، جرى أمس إنزال ثلاث غواصات من طراز «غدير» و18 زورقاً سريعاً، من صنع إيران، في مياه المنطقة الأولى للقوات البحرية للجيش الإيراني، في ميناء بندر عباس، بحضور كلّ من القائد العام للجيش الإيراني اللواء عطاء الله صالحي، ووزير الدفاع العميد مصطفى نجار، وقائد القوة البحرية في الجيش الأميرال حبيب الله سياري، حسبما ذكرت وكالة «مهر» للأنباء» الإيرانية.