خاص بالموقع | 7:05 PM
باريس ــ بسّام الطيارة

كلا، ليست القصة من نسج خيال أغاتا كريستي، وبطلها ليس أرسين لوبين. إنها قصة حقيقية وقعت بعد ظهر أمس في ساحة فاندوم، وسط العاصمة الفرنسية باريس، حيث يتسكّع السياح ويتبضّع أغنياء العالم على بضعة أمتار من قصر الإليزيه ومن فندق «ريتز» الفخم.

وفي تمام الساعة الواحدة ظهراً، طرق باب محل مجوهرات «شوبار» الشهير رجل أنيق يرتدي قبعة صيفية موديل «بورسالينو» الغنية عن التعريف. وبعدما تأكّد البائعون من «مظهره وهندامه»، فتحوا له باب الزجاج المصفح المزدوج. وبسرعة البرق، أخرج الرجل مسدساً حربياً وهدد الموظفين الثلاثة ومدّ يده إلى الواجهة المليئة بالمجوهرات وسحب فقط عشر قطع وانسحب كما أتى، وتوجه بكل هدوء إلى أقرب مترو واختفى بحسب شهادات من كان موجوداً قرب المحل التجاري.

وقُدّرت قيمة المسروقات بـ٦،٦ ملايين يورو، بينما تبيّن أن الرجل الوسيم الذي لم يكن مقنّعاً، لم يقضِ أكثر من ٣٣ ثانية في المخزن، وهو ما يسمح له بأن يدخل في سجل الأرقام القياسية إذا قُورنت قيمة المسروقات بالوقت الذي استغرقته عملية السطو.

وتشهد أوروبا، منذ مدة، سلسلة عمليات سطو مشابهة، تحطم خلالها أرقام قياسية، أكان من جهة قيمة المسروقات التي تتصاعد باطراد، أو من جهة السرعة في التنفيذ. ففي نهاية العام الماضي، دخل لصان في وضح النهار إلى محل مجوهرات «هاري وينستون»، في شارع ماريني، على بعد أمتار من قصر رئاسة الوزراء في باريس، وخرجوا بعد ١٤ دقيقة ومعهم ما قيمته ٨٥ مليون يورو.

وتتحدث أوساط الشرطة عن مجموعة تسمى «الفهود الزهرية» التي نشطت منذ مدة في كل أوروبا، واشتهرت بسطوها «من دون عنف» على محال المجوهرات والبضاعات الثمينة. ويقول البعض إنّ المجموعة تضم نحو مئة شاب قدموا من يوغوسلافيا السابقة وعاثوا سطواً في مدن أوروبا الغربية منذ سنتين. وحتى الآن لم يقبض على أيّ منهم.