لا تزال مبادرات واشنطن تسير في منحى الانفتاح على طهران، رغم ما تراه الأخيرة من جمود في سياسة البيت الأبيض حيالها، بسبب سكوتها عن ممارسات إسرائيل في فلسطين المحتلةقرّر الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوة ممثّلين عن الحكومة الإيرانية إلى مشاركة بلاده الاحتفال بعيد الاستقلال في الرابع من تموز في البعثات الدبلوماسية للولايات المتحدة في الخارج.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن وزارة الخارجية الأميركية أبرقت يوم الجمعة الماضي إلى سفاراتها وقنصلياتها حول العالم لإبلاغها أن بوسعها «دعوة ممثلين عن الحكومة الإيرانية» للاحتفال بعيد الاستقلال الأميركي. ووصف مسؤولون في الإدارة الأميركية هذه المبادرة بأنها خطوة جديدة على طريق الانفتاح تجاه إيران.
وشرح مسؤول أنه لم يعد للحظر أي معنى ما دامت الولايات المتحدة تعمل بنشاط مع مسؤولين إيرانيين في أي مكان آخر. فقد سبق للممثل الخاص لأفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، أن تجاذب أطراف الحديث مع نائب وزير الخارجية الإيراني محمد مهدي أخونزاده، في مؤتمر عقد في لاهاي.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التقارب يتزامن مع محاولات للإدارة الأميركية لاستعادة نفوذها في دول أميركا اللاتينية، حيث شقّت إيران طريقاً لها بينما كانت الولايات المتحدة تلوّح بالحرب في أفغانستان والعراق.
في المقابل، اتهمت إيران الولايات المتحدة بعدم وجود أي تغيير في سياساتها تجاه القضية المركزية في الشرق الأوسط، على خلفية موقفها الداعم لإسرائيل، رغم عمليات التهويد الإسرائيلية الواسعة لمدينة القدس التاريخية. وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، في رسالة وجهها إلى رؤساء البرلمانات في دول منظمة المؤتمر الإسلامي، بصفته الرئيس الدوري الحالي لها، إن «سكوت المسؤولين الأميركيين مجدداً عن أطماع الصهاينة في القدس دليل آخر على عدم التغيير في السياسات الأميركية تجاه القضية الفلسطينية ودعم واشنطن المتواصل والدائم لتل أبيب».
ودعا لاريجاني رؤساء البرلمانات الإسلامية للعمل على وقف محاولات إسرائيل تغيير الوجه التاريخي والديني لمدينة القدس، ووقف الإساءة إلى المقدّسات في هذه المدينة.
من جهة ثانية، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيستقبل اليوم في باريس وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، لبحث استئناف الحوار بين إيران والقوى العظمى بشأن برنامجها النووي.
وأوضح الإليزيه، في بيان، أن «الاجتماع سيتيح التحدث خاصة عن المباحثات التي ترغب مجموعة الست (ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا) في إطلاقها مع إيران بشأن الانتشار النووي».
وستكون هذه المرة الأولى التي يستقبل فيها ساركوزي مسؤولاً إيرانياً بهذا المستوى في الإليزيه منذ انتخابه في أيار 2007. فقد رأى أكثر من مرة أن امتلاك إيران للسلاح النووي أمر «لا يمكن قبوله».
على صعيد آخر، وجد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نفسه محاصراً في مواجهة مع أضخم ماكينة انتخابية يقودها المرشح الإصلاحي للرئاسة مير حسين موسوي، الذي يستخدم فيها الدعاية والمال الانتخابي على نحو واسع. ووصف نجاد هذا بأنه «أسلوب هتلري يعمد إلى نشر الأكاذيب ومن ثم تضخيمها كي يصدقها الناس». وأضاف، في مهرجان انتخابي حاشد في طهران، «إنهم يشنّون حرباً نفسية ضد الشعب الإيراني لكي ينسى الناس ماضيهم وإخفاقاتهم»، مشيراً إلى أن هذا الفريق حكم إيران مدة أربع وعشرين سنة (في إشارة إلى عهدي الرئيسين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني)».
وفي ما يتعلق باضطرابات مدينة زاهدان في جنوب شرق إيران أخيراً، أوضح المتحدث باسم الهيئة القضائية علي رضا جمشيدي، في مؤتمر صحافي، أنه «قتل ستة أشخاص وألقي القبض على ما بين 20 و30 شخصاً».
وأعلنت مجموعة «جند الله» مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجداً في زاهدان، وأدى إلى مقتل 25 شخصاً، وذلك في بيان رصدته مؤسسة «سايت» المتخصصة في المواقع الإسلامية.
وقالت المجموعة إن «جند الله تعلن مسؤوليتها عن العملية الاستشهادية التي نفذها أحد رجالها الشجعان من منطقة سرباز في بلوشستان، وهو حافظ عبد الخالق ملاذي.. على حسينية علي بن أبي طالب في زاهدان». وهددت الجماعة باستهداف «عملاء النظام» إذا لم يغادورا بلوشستان، مؤكدة أن لا علاقة لثلاثة أشخاص أعدموا في إيران، السبت، بهذه العملية.
إلى ذلك، اتخذت إيران «الخطوة النهائية» لتدشين محطة بوشهر النووية في جنوب البلاد، من خلال قرار أصدرته الحكومة بشأن تصميم الهيكلية وتوظيف الكوادر البشرية اللازمة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)