h1>بحث في السعودية إيران والنفط والسلام فيما تترقّب إسرائيل بقلق الرسائل التي سيحملها خطابه في القاهرةنجح باراك أوباما في النزول على المنطقة العربية والإسلامية ضيفاً «مرحّباً به»، مثيراً في الدولة العبرية قلقاً من خطابه المنتظر، وهو أمر يُسعد شعوب المنطقة، ويجعلها «مستمعاً جيداً»
عقد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، مباحثات مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، محطته الأولى قبل الانتقال إلى مصر (اليوم) ثم أوروبا، تناولت في خلالها «إسرائيل، إيران والنفط».
وتقدّم الملك السعودي مستقبلي الضيف الأميركي عند أسفل سلّم الطائرة، وتناول القهوة العربية معه قبل أن يستعرضا حرس الشرف، ويُعزف السلام الملكي السعودي والنشيد الوطني الأميركي. من بعدها، توجه أوباما إلى مزرعة عبد الله، حيث أجرى الزعيمان محادثات بشأن الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، والمفاتحات الدبلوماسية الأميركية تجاه إيران، إضافة إلى النفط. ويُفترض أن تكون المحادثات قد تناولت أيضاً المشاكل المتعلقة بالإرهاب، والعلاقات السعودية ـــــ العراقية، والوضع في باكستان، فضلاً عن تأثير الارتفاع في أسعار النفط على الاقتصاد العالمي، ومصير نحو مئتي سعودي لا يزالون معتقلين في غوانتنامو.
وقُبيل توجهه إلى مزرعة الملك في الجنادريّة، قال أوباما للصحافيين «هذه أول زيارة لي للسعودية، لكنني تحدثت عدة مرات مع جلالته، وأسرتني حكمته وكرمه». وأضاف «إنني على ثقة بأن تعاون الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يمكن أن يحزر تقدماً في مجموعة كاملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وتريد السعودية من الرئيس الأميركي ألّا تؤثر دبلوماسيته الانفتاحية الجديدة تجاه طهران على الرياض، فضلاً عن الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لجهة وقف بناء المستوطنات، والقبول بحل الدولتين. وقال مستشار للحكومة السعودية، طلب عدم نشر اسمه، إن «من غير الواقعي تماماً توقع أي تنازلات من الرياض على الأقل حتى توقف إسرائيل توسيع المستوطنات بالكامل، وتقبل مبادرة السلام العربية». وذكر مصدر رسمي سعودي لوكالة «فرانس برس» أن أوباما وفريقه «يأتون إلى السعودية وفي جعبتهم الكثير من الصدقية». وأضاف «نحن على الموجة نفسها معهم».
وقضى أوباما ليلته في مزرعة الملك السعودي قبل أن يتوجه إلى القاهرة، اليوم، لإلقاء خطابه إلى العالم الإسلامي وفاءً لوعد قطعه خلال حملته الانتخابية. وكان قد وجه خطاباً مماثلاً من أنقرة، لكن خطاب اليوم سيكون أشد وقعاً، لكونه يُوجه من دولة تقع في مركز مجموعة دول بألوان إسلامية وعربية، وترتبط بملفات شديدة الحساسية لأمن المنطقة: إيران وإسرائيل.
وفي مقابلة مع الكاتب توماس فريدمان في «نيويورك تايمز» نُشرت أمس، قال أوباما إنه «يخطط ليقول للعرب والإسرائيليين في خطابه أن يتوقفوا عن قول الشيء في العلن وغيره في السر. توقفوا عن قول شيء خلف الأبواب المغلقة وشيء آخر غيره في العلن». وأضاف «العديد من الإسرائيليين يقرّون بالحاجة إلى خيارات صعبة بشأن المستوطنات اليهودية، والعديد من الفلسطينيين يقرّون بالحاجة إلى وقف الاعتداءات ضدّ إسرائيل، وأن يكونوا بنّائين أكثر، والعديد من الدول العربية ينظر إلى التهديد الإيراني على أنه أكبر من أي تهديد يأتي من إسرائيل، لكنّ أياً منها لن يقول ذلك في العلن».
وبعدما سرد فريدمان نكتة لأوباما أضحكته، ردّ الرئيس «لدينا نكتة في البيت الأبيض»، تقول «سنتابع قول الحقيقة حتى تتوقف عن العمل، وليس هناك مجال لقول الحقيقة أكثر أهمية من الشرق الأوسط».
ومن القاهرة، حيث تتوجّه اليوم عيون العالم وآذانه إلى جامعتها للاستماع إلى خطاب أوباما، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في تصريحات نشرتها صحيفة «الأخبار» المصرية، إن القاهرة ستطلب من الرئيس الأميركي وضع تصوّر «منذ البداية» للتسوية النهائية للقضية الفلسطينية، يتضمن توضيح خط الحدود للدولة الفلسطينية». وأكد أن المباحثات التي سيجريها أوباما مع الرئيس المصري حسني مبارك «ستتناول جميع القضايا الإقليمية، والرؤية الأميركية للسلام»، موضحاً أن الطرح المصري «يؤكد على وضع تصور لنهاية التسوية السياسية التي سيجري التوصل إليها». وأضاف إن «التسوية بشكلها النهائي يجب أن تُطرح أوّلاً ومباشرة من البداية، وأن يوضح خط الحدود للدولة الفلسطينية»، مشيراً إلى أنه آن الآوان «لوضع الولايات المتحدة رؤية للتسوية بمجملها في شكلها النهائي».
وتبدو تل أبيب شاحبة بسبب زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة وخطابه المنتظر، وقد أعرب وزير النقل الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عن أمله بألا يكون خطاب المصالحة مع العالم الإسلامي الذي سيلقيه الرئيس الأميركي على حساب إسرائيل. وقال لإذاعة الجيش، «من حق الرئيس الأميركي أن يسعى إلى المصالحة مع العالم الإسلامي ومنافسة «القاعدة» أو إيران على الفوز بقلبه. نحن من جانبنا علينا التأكد من أن ذلك لا يضرّ بمصالحنا المشتركة مع الأميركيين». وأكد أن أوباما «يبدي وداً حيال إسرائيل»، لكنه أضاف إن «لديه مقاربة مختلفة عن سلفه جورج بوش».
وأقر كاتس بالتوتر الواقع بين واشنطن وتل أبيب على خلفية رفض بنيامين نتنياهو حل الدولتين، وتجميد الاستيطان اليهودي تجميداً كاملاً في الضفة الغربية المحتلة كما يطالب به أوباما. وقال إن «هناك تعاوناً مكثفاً بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن الاختلافات تفاقمت أخيراً».
كذلك دعا وزير الخارجية والدفاع السابق، موشي أرينز، نتنياهو إلى «رفض الامتثال لأوامر واشنطن»، قائلاً «لسنا جمهورية موز ويجب أن نرفض الرضوخ».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)