كما جيّش باراك أوباما شعوب العالم الإسلامي مستجدياً عطفها بسيل من التصريحات عشية زيارته للمنطقة، قام تنظيم «القاعدة» بالمثل، فأصدر رسائل تحذير وتحريض من «رأسيه»أراد تنظيم «القاعدة» أن يستقبل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الوافد على المنطقة، على طريقته، فأصدر تسجيلين لرجليه الأول والثاني، أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، تضمنا تحريضاً وتحذيراً للعالم الإسلامي من ذاك الضيف الذي «يستعدي المسلمين ويزرع بذوراً للكراهية».
وما إن وطئت قدما أوباما أرض السعودية، محطته الأولى قبل التوجه إلى مصر، حتى عرضت قناة «الجزيرة» تسجيلاً صوتيّاً منسوباً إلى زعيم «القاعدة» قال فيه إن أوباما يسير على خطى سلفه جورج بوش في «زيادة الاستعداء للمسلمين، ومؤسساً لحروب طويلة الأمد». ورأى أن الرئيس الأميركي وإدارته «قد بذرا بذوراً جديدة لزيادة الكراهية والانتقام من أميركا تعدادها بعدد المتضررين والمشردين من وادي سوات»، حيث يشن الجيش الباكستاني حملة عسكرية على حركة «طالبان». وتوعد الشعب الأميركي بقوله: «فيلتهيأ ليواصل جني ما يزرعه زعماء البيت الأبيض خلال السنين والعقود المقبلة».
وادعى بن لادن أن أوباما أعطى أمره للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وجيشه بمنع «أهل سوات من تطبيق الشريعة بالقتل والقتال والقصف والتدمير»، وأن ذلك «أدى إلى تهجير مليون ونصف مليون مسلم». وأشار إلى أن «القيادة الباكستانية دفعت بالجيش إلى محاربة الإسلام وقتل قبائل الباشتون والبلوش»، وأن «معظم الشعب الباكستاني يرفض هذه الحرب الظالمة».
وقال إن زرداري «إنما قام بذلك استجابة للذين يدفعون له في البيت الأبيض، ليس عشرة في المئة، بل أضعاف ذلك»، في إشارة إلى اللقب الذي أُطلق على زرداري نسبة إلى حصوله على عمولة 10 في المئة في بعض الصفقات التي أجرتها حكومة زوجته الراحلة بنازير بوتو.
وتابع بن لادن هجومه على الرئيس الباكستاني قائلاً: «لا أقول إنه يعرّض بحربه هذه الاقتصاد الباكستاني للانهيار فحسب، بل هناك ما هو أهم وأخطر من ذلك، إنه بحربه هذه يعرّض دين أهل باكستان وأمنهم ووحدتهم للخطر تنفيذاً لمؤامرة أميركية يهودية هندية فيسهل على الهند إخضاع أقاليم باكستان المفككة واحداً بعد الآخر لنفوذها». وقد حاولت الرياض التقليل من شأن رسائل «القاعدة»، وقال المسؤول في وزارة الإعلام، نائل الجبير، إن الرسالة التي يوجهها بن لادن تظهر يأسه. وأضاف: «إنه عمل يائس، لا يزالون يطلقون التصريحات وهم في الكهوف».
وكان الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري، قد أصدر، قبل ساعات من بث تصريحات زعيمه، رسالة مصورة بُثت على موقع «السحاب» التابع للتنظيم وأعاد بثها المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية «سايت»، انتقد خلالها زيارة الرئيس الأميركي، مشيراً إلى أن خطابه في القاهرة «نوع من العلاقات العامة».
ورأى الظواهري أن أوباما كان قد وجه رسالة واضحة إلى المسلمين بواسطة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط والحروب التي تشنها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. وقال إن «رسائل أوباما الدامية وصلت ويتلقاها المسلمون على الدوام، ولا يمكن أن تكون مخفيّة وراء نوع من العلاقات العامة أو زيارات سخيفة وكلام منمق».
وقال الظواهري إن الذين سيرحبون في مصر بالرئيس الأميركي والذين جعلوا من مصر «مركزاً دولياً للتعذيب والذين يحاصرون الفلسطينيين في قطاع غزة هم عبيد أميركا». وأضاف: «قرر أوباما زيارة مصر، فلا أهلاً ولا مرحباً به في مصر». ووصف أوباما بـ«المجرم الذي جاء يسعى عبر الخديعة إلى الحصول على ما لم يتمكن من الحصول عليه ميدانياً بعدما دمر المجاهدون مشروع الصليبيين الذي تزعمته أميركا في العراق وأفغانستان والصومال».
(أ ف ب، رويترز)