يواجه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، انتقادات داخل الولايات المتحدة من عدد من النواب الذين يرفضون ضغطه على إسرائيل لوقف الاستيطان وإعادة إحياء عملية السلامبدأ الضغط الذي يمارسه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على إسرائيل لوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة يثير المخاوف في الداخل الأميركي، وخصوصاً لدى المشرعين الأميركيين الداعمين للدولة العبرية، ما دفعهم إلى تحذيره من هذه الخطوة.
وقال النائب أنطوني واينر: «أعتقد أن الرئيس تجاوز ما عدّه ملائماً بالنسبة إلينا في التعامل مع ديموقراطية أخرى». وفي إجابة عن سؤال بشأن تصريحات أوباما عن المستوطنات الإسرائيلية، قال واينر: «فيما من المؤكد أن من حق الرئيس أوباما التعبير عن الآراء التي يؤمن بها، فإنني أعتقد أن علينا أن نكون حذرين وألاّ نتجاوز الخط الذي نبدو عنده كأننا نمارس الضغط الهائل الموجود تحت تصرفنا على حليفنا المنعزل إلى حد ما». وأضاف: «أعتقد أن القلق الذي يساورنا هو أن الرئيس أوباما اقترب من هذا الخط ونعتقد أنه أصبح بالقرب من هذا».
وقبل ذلك بيوم، أصدر النائب الجمهوري، ويب إيريك كانتور، بياناً انتقد فيه أوباما لإشارته إلى أن عملية السلام في الشرق الأوسط والمصالح الأميركية تضررت بسبب إخفاق الولايات المتحدة في أن تكون «أمينة» مع إسرائيل. ورأى أنه «في الوقت الذي لا يظهر فيه الإرهاب الفلسطيني أي علامة على التراجع، فإن إصرار الرئيس أوباما على أن من مصلحة أميركا الضغط على إسرائيل يبعث بالرسالة الخطأ للمنطقة».
بدورها، قالت النائبة الديموقراطية، شيلي بيركلي، إنها تعتقد أن أوباما تخطى السياسة الأميركية التي كانت متبعة حين أشار إلى أن «النمو الطبيعي» للمستوطنات غير مقبول. ورأت أن موقف الإدارة «يمثّل تغييراً حاسماً في السياسة الاميركية، وابتعاداً عن الاتفاقات الأميركية الإسرائيلية السابقة خلال السنوات العشرين الماضية». وقالت: «إننا قلقون للغاية لصدور مثل هذه التصريحات العلنية حيال حليف قريب وقوي كالدولة الإسرائيلية». وأضافت: «يجب ألاّ نملي على الشعب الإسرائيلي كم يجب أن يكون عدد الغرف التي يستطيعون امتلاكها في منازلهم أو ما إذا كان يجب وجود مدرسة إضافية في مستوطنة ما أو حجرة إضافية في المدرسة».
بدوره، قال واضع الاستراتيجيات في الحزب الديموقراطي، دوج شوين، إن أوباما يواجه «موقفاً شائكاً» بمحاولته الإبحار بين الجماهير العربية والإسرائيلية المختلفة. وأوضح قائلاً: «لدينا الإسرائيليون من ناحية، الذين لا يريدون أي فجوة بينهم وبين الولايات المتحدة، ولدينا العرب المعتدلون الخائفون بشدة من إيران لكنهم ملتزمون علناً أيضاً تجاه الفلسطينيين، ثم لدينا العرب المتشددون الذين يرون أي علامة على الشقاق على أنها فرصة لتوسيع نطاق نفوذهم وتقويض الولايات المتحدة».
في المقابل، قلّل العديد من المحللين من أهمية الانتقادات وتأثيرها المحتمل. وقال المحلل في شؤون الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر: «لا يمكن أي اعتبارات نابعة من السياسة الداخلية التأثير على زعامة الرئيس حين تكون مقاربته مستمدة من المصلحة القومية الأميركية وتبدو ذكية وتحظى بفرص في النجاح». وقال: «إن التشدد حيال الإسرائيليين أمر جيد، ومن المؤكد أنه سيثير توتر العديدين من المؤيدين لإسرائيل هنا». وأضاف: «لكن إذا تمكن الرئيس من تحقيق أمر ما، فإن فرصه في التغلب على المجموعات الداخلية تكون أكبر»، وخصوصاً أنه يلقى دعم البعض من النواب، في مقدمتهم زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب، ستيني هوير. وعبر هوير عن دعمه لأوباما، موضحاً أن الرئيس «كرر موقف الولايات المتحدة المعارض لتوسيع المستوطنات»، ومذكراً بأن قادة الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس أكدوا خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن أن «المستوطنات تطرح مشكلة عليه أن يعالجها».
(رويترز، أ ف ب)