h1>رأى أن «اللحظة مؤاتية» للتحرّك نحو حلّ الدولتين... ودعا إلى تقديم «تنازلات»يشارك الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في فرنسا اليوم في الذكرى الـ65 لإنزال الحلفاء في النورماندي، بعدما اختتم زياراته الشرق أوسطيّة، وانتقل إلى أوروبا، حيث كرّر من برلين مقاربته للقضيّة الفلسطينيّة، في وقت لا تزال تسمع فيه أصداء خطابه في القاهرة
في محطته الثالثة بعد الرياض والقاهرة، دعا الرئيس باراك أوباما من برلين المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده من أجل دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان جنباً إلى جنب، معتبراً أن «اللحظة مؤاتية للتحرك باتجاه هذا الهدف». وإضافة إلى عملية السلام، كان للأزمة المالية والاحتباس الحراري والملف النووي الإيراني حصة في محادثاته مع المستشارة الألمانية، آنجيلا ميركل.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل، قال أوباما إن «الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفرض السلام بين الأفرقاء»، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة «خلقت على الأقل المساحة والأجواء لإعادة انطلاق المحادثات». وأوضح أنه سيرسل المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، مجدداً إلى المنطقة الأسبوع المقبل من أجل متابعة ما جاء في خطابه إلى العالم الإسلامي أول من أمس، حين دعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى «تقديم تنازلات على الأرض».
وهذه «التنازلات» تتمثل في التزام إسرائيل بما جاء في خريطة الطريق، وأن توقف بناء المستوطنات، فيما يكف الفلسطينيون عن استخدام «العنف» قولاً وفعلاً، كما يقول أوباماوقال الرئيس الأميركي للصحافيين إنه فيما تقوم القوى الإقليمية وكل المجتمع الدولي بالمساعدة على تحقيق السلام، فإن مسؤوليات تقع على عاتق الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاقية. وأوضح «أعتقد أن اللحظة المؤاتية في مصلحتنا للتصرف بما نعلمه جميعاً أنه الحقيقة، وهي أن كل طرف عليه أن يقدم على تسويات صعبة». وجدّد دعوته إلى الجانب الإسرائيلي إلى وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وتطبيق الالتزامات السابقة قائلاً «أعرف السياسات الصعبة في إسرائيل لتطبيق ذلك، وأنا أُدرك جيداً كيف سيكون الأمر صعباً». كما حثّ الفلسطينيين مجدداً على مراجعة الخطاب المناهض لإسرائيل، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، «حقق تقدماً في هذه المسألة، لكن هذا لا يكفي».
وتطرق أوباما إلى الأزمة المالية، وقال إنه «لحظ بعض التقدم في جلب الاستقرار إلى النظام الاقتصادي العالمي». وأشار إلى أنه وميركل توافقا على متابعة «العمل معاً» في هذه القضية. وعن التغيير المناخي، قال أوباما إنهم سيتّخذون «قرارات قاسية وإجراءات حاسمة».
وفي حديثه عن قضية عقّدت العلاقات الأميركية ـــــ الألمانية، قال أوباما إنه لن يسعى وراء أي التزامات من ألمانيا كي تنقل إليها عشرات المعتقلين عندما تُغلق الولايات المتحدة معتقل غوانتنامو. ويقول المسؤولون الألمان إن معظم هؤلاء المعتقلين يجب أن يُعاد سجنهم داخل الولايات المتحدة.
من جهتها، قالت ميركل إنها مستعدة «لمساهمة بنّاءة» في الجهود الأميركية لإغلاق المعتقل. وأعربت عن ثقتها بالتوصل إلى حل مشترك بشأن مصير المعتقلين. ووعدت بالتعاون مع هذا الهدف الذي طال انتظاره.
وبخصوص الشرق الأوسط، قالت المستشارة الألمانية إن الزعيمين بحثا في جدول زمني لعملية السلام، لكنها لم تُعطِ تفاصيلها. وأضافت «أعتقد، مع الحكومة الأميركية الجديدة والرئيس (أوباما)، أن هناك فرصة حقيقية وفريدة لإحياء عملية السلام أو، دعونا نسمِّ ذلك بحذر، عملية المفاوضات».
المؤتمر الصحافي المشترك عُقد بعد اجتماع خاص للزعيمين في دريسدن، المدينة الشرقية التي تحتضن ذكريات أليمة عن الحرب العالمية الثانية. وقام الرئيس الأميركي بعدها بجولة على مخيم بوشنفالد شرق ألمانيا، حيث أُعدم نحو 56 ألف شخص. ورافقه إضافة إلى ميركل، إيلي ويسل، الحاصل على جائزة نوبل للسلام في 1986، وهو كاتب وناجٍ من المحرقة النازية.
وأوباما هو أول رئيس أميركي يزور بوشنفالد، وكانت في انتظاره عند مدخل المعسكر مجموعة طلاب من مدينة يينا المجاورة. ووضع مع ميركل وفيزل ورئيس اللجنة الدولية لمعتقلي بوشنفالد، الفرنسي برتران هيرز، وردة بيضاء على نصب تكريمي «في ذكرى جميع ضحايا» المعسكر.
وكان أوباما قد أعطى مقابلة لتلفزيون «أن بي سي» أمس قال فيها إنه «يجب أن يقوم بهذه الزيارة»، مضيفاً «لا أملك صبراً لأولئك الذين ينفون التاريخ». وأشار إلى وجود «صلة شخصية بهذا المعسكر»، مذكّراً بأن والد عمه تشارلي باين شارك في تحرير معسكر آخر تابع لبوشنفالد عام 1945.
وبعد جولته، زار أوباما مستشفى لاندستول، حيث يعالج جنود أميركيون مصابون في العراق وأفغانستان. وانتقل بعدها إلى باريس لقضاء عطلة قصيرة مع عائلته، زوجته ميشيل وابنتيه ساشا وماليا، والمشاركة في الذكرى الخامسة والستين لإنزال الحلفاء على سواحل النورماندي.
(أ ب، أ ف ب)