بالتزامن مع العملية العسكرية في سوات، تتصاعد وتيرة العنف في باكستان، حيث سُجّل أمس استهداف مسجد وقت صلاة الجمعة، فقُتل أكثر من 30 شخصاً وجُرح العشرات، في وقت يستمر فيه الطلب الباكستاني من الحليف الأميركي المزيد من المساعدات لمحاربة «طالبان».ولم تتبنّ أي جهة مسؤولية الهجوم الانتحاري، الذي استهدف المسجد في منطقة هياي غاي، في دير العليا، القريبة من سوات. ولكن المسؤول الأمني، أطلس خان، قال إن رجلاً يرتدي حزاماً ناسفاً دخل المسجد، وعندما لفت الأنظار إليه فجّر نفسه.
من جهته، قال رئيس الشرطة المحلية، إيجاز أحمد، إن حصيلة القتلى تجاوزت الـ30، وإن هناك مزيداً من الجثث قد تكون 4 أو 6 يجري انتشالها، فيما أشار إلى أن عدد الجرحى يتجاوز الأربعين، بعضهم في حال حرجة.
ورجّح مسؤولون أن يكون الهجوم من صنع حركة «طالبان» انتقاماً للعملية العسكرية الجارية في سوات. وقال المسؤول الحكومي في دير العليا، عاطف الرحمن، «من الوضح أنهم طالبان»، مضيفاً «يمكن القول إن الأمر ردّ فعل على العملية الهجومية في سوات». وأشار إلى أن «الانتحاري نجح في دخول المسجد قبيل بدء الصلاة. لقد اشتبه به أناس، وحاولوا الإمساك به فيما كان يختلط بالحشد، لكنه سارع إلى تفجير قنبلته».
وفي حادث آخر، قُتل أربعة جنود باكستانيين في انفجار قنبلة وُضعت على طرف الطريق جنوب وزيرستان، بحسب مسؤولين في الاستخبارات.
وقد دُفع ملايين السكان من المنطقة إلى الهروب من المعارك، واستقرّوا في مخيمات للنازحين على تخوم وادي سوات، وقيل إن الحكومة قد تُعلّق حظر التجوال، الذي فرضته في منغورا، البلدة الرئيسية في سوات، كي تسمح للسكان بالعودة. وقال أحد النازحين «لا أريد شيئاً من الحكومة، أريد فقط أن يُسمح لنا بالعودة الى منغورا».
من جهة ثانية، التقى المبعوث الأميركي لأفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبورك، رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، الذي طلب من الولايات المتحدة أن تُسقط ديونها عن باكستان، بحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء.
ولم يتطرق هولبورك، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد اللقاء مباشرة، إلى الموضوع، لكنه قال إنه سيلتقي المسؤولين في وزارتي الخارجية والمالية الأميركيتين حين يعود إلى واشنطن. وقال «سألتقيهم كي نرى ما هي الإضافات التي سنقدمها من أجل مساعدة باكستان في ما يتعلق بالتزاماتها لصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والوضع الصعب للغاية التي تعانيه».
ولفت الموفد الأميركي إلى أن استمرار وصول التعزيزات الأميركية إلى جنوب أفغانستان وشرقها قد يدفع عدداً «كبيراً» من «طالبان» إلى اللجوء إلى باكستان. وقال «لا أريد إظهار مخاوف، لكنني أتوقع تدفقاً كبيراً لطالبان من أفغانستان إلى باكستان». وأضاف «هناك قلق من تدفق محتمل، على غرار ما حصل في الماضي». ورأى أنه لتفادي هذا الأمر، ينبغي تعزيز التعاون بين قوات الحلف الأطلسي، والقوات الأميركية والقوات الباكستانية «لتعلم (الأخيرة) تماماً ماهية عملياتنا العسكرية وتتخذ التدابير الضرورية لحماية الحدود»، ولتفادي «ما حصل عام 2002». وقال أيضاً «هذا الأمر هو أحد أكثر الموضوعات التي تثير قلقنا، ونقطة بالغة الأهمية سنواصل العمل عليها».
(أ ب، أ ف ب)