يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يصرّ على الإسراع في التوصل إلى تسوية فلسطينية ـــ إسرائيلية، إذ يستعدّ مبعوثه إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، لجولته الرابعة في المنطقة هذا الأسبوع، وفي جعبته توصيات لصياغة اتفاق كامليستعد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، هذا الأسبوع لبدء جولته الرابعة في المنطقة منذ توليه منصبه، لبحث سبل إحياء مفاوضات السلام وإمكان تطبيع العلاقات تدريجاً بين الدول العربية وإسرائيل.
وأعلن ميتشل، في مستهل مؤتمر للمانحين لدعم السلطة الفلسطينية في العاصمة النروجية أوسلو، أن «أوباما يريد بدء محادثات فورية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لصياغة اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط». وقال إن «الهدف من هذه المحادثات هو التوصل إلى سلام شامل وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها، وهو ما سيخدم أيضاً المصالح الأمنية للولايات المتحدة».
وأوضح ميتشل «أبلغني الرئيس بأن أبذل كل الجهود الممكنة لتوفير المناخ الملائم الذي يتيح للطرفين بدء مناقشات فورية»، مضيفاً أن «الغرض من اجتماع المانحين هو تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية، وتمهيد الطريق لحل الدولتين بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل».
واستطرد ميتشل أنه «من المهم أن يكون هناك بناء للمؤسسات والقدرات الحكومية حتى يمكن أن تقوم في وقت مبكر دولة فلسطينية مستقلة قادرة على البقاء».
وكان كبير مستشاري البيت الأبيض، ديفيد أكسيلرود، أعلن أول من أمس أن «على الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين أن يترفعوا عن الخلافات السياسية السابقة ويتوصلوا إلى اتفاق سلام». وأوضح، لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، أن «أوباما أرسل ميتشل للمساعدة في تسهيل حصول مباحثات إيجابية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن تسوية، تمنح الفلسطينيين وطناً والإسرائيليين الأمن الذي يريدونه». وشدّد على أن «إسرائيل هي حليف مهم جداً للولايات المتحدة في المنطقة».
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أن ميتشل «سيزور القاهرة الأربعاء والخميس»، مضيفاً أن مصر «تأمل أن تتعرف من خلال المشاورات معه إلى نتائج اللقاءات التي سيجريها في إسرائيل (قبل وصوله إلى العاصمة المصرية)، ومدى استجابتها لوقف الاستيطان».
وأكد أبو الغيط أن «مصر متمسكة بمبادرة السلام العربية لتحقيق السلام في المنطقة»، معتبراً أن أي «طرح جديد للسلام تتبنّاه الإدارة الأميركية الجديدة سيتضمّن المبادرة العربية». وأضاف أن «مصر تقدّر أن أي أفكار أميركية تفصيلية ستطرحها واشنطن قريباً ستأخذ في حسبانها كل عناصر هذه المبادرة، واقترانها بما تراه الولايات المتحدة من الشكل النهائي للتسوية وأسلوب التفاوض بشأنها».
من جهته، قال مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، هشام يوسف، إن «أي طلبات أميركية قد تتعلق بتقديم تنازلات إلى إسرائيل سيكون من الصعب بحثها من دون قيام إسرائيل باتخاذ خطوات محددة تؤكد جديتها في الرغبة في التوصل إلى تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي». وتابع «الواضح هو أن أوباما يريد إجراءات متبادلة بين العرب وإسرائيل. لكنه لم يقدم أفكاراً أو اقتراحات محددة بعد».
وأضاف يوسف «من المتوقع أن يقدم تصوره لاستئناف مسيرة التسوية في تموز المقبل». ولدى سؤاله عن تقارير صحافية تحدثت عن تصور أميركي «يربط وقف الاستيطان بفتح مكاتب تمثيل تجارية للدول العربية في إسرائيل»، قال إنه «ليس لدينا علم بذلك، فلم تقدم الولايات المتحدة تصوّراً محدداً حتى الآن لاستئناف عملية السلام».
من جهة أخرى، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبته إسرائيل «بتنفيذ البند الأول من خطة خريطة الطريق، قبل العودة إلى المفاوضات». وقال، خلال تفقده قاعات امتحانات الثانوية العامة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، إن «المطلوب من إسرائيل قبل العودة إلى المفاوضات هو تنفيذ البند الأول من خطة خريطة الطريق، الذي يتضمن وقف كل النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، وإزالة البؤر الاستيطانية، وإعادة فتح مؤسسات القدس، والعودة إلى حدود 26 ـ 9 ـ 2000».
وأضاف عباس «قلنا منذ البداية إننا لا نضع شروطاً، نحن نريد أن تطبق إسرائيل البند الأول من خطة خريطة الطريق، الذي قبلته منذ أكثر من سبع سنوات». وتابع أن «المطلوب منا هو الأمن والاستقرار، والحمد لله إن الأمن متوفر والاستقرار قائم، وبالتالي على إسرائيل أن تقوم بواجبها. فإذا رفضت إسرائيل هذا ورفضت الاعتراف بحل الدولتين، فعلامَ نتفاوض؟».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)