موسكو ــ حبيب فوعانيخيّم توتّر جديد على العلاقة «العتيقة» بين روسيا وبيلاروسيا على خلفية حظر موسكو استيراد 500 نوع من منتجات الألبان من مينسك. وأعلنت مصلحة الرقابة على السلع الاستهلاكية الروسية، السبت الماضي، عدم مطابقة هذه المنتجات للمواصفات الروسية التي أُقرّت في كانون الأول من عام 2008.
وبصورة مفاجئة، تذكرت وسائل الإعلام البيلاروسية الظواهر السلبية للاتحاد الذي أعلن بين بيلاروسيا وروسيا في عام 1997، وعدم رغبة البيلاروسيين في الاتحاد مع روسيا.
من ناحيتها، لم توضح السلطات الروسية سبب حظرها المنتجات البيلاروسية في هذا الوقت، ولا في كانون الأول من العام الماضي. غير أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو عزا الحظر إلى كون رجال الأعمال الروس «أرادوا شراء مصانع الحليب البيلاروسية بأثمان بخسة».
وتجدر الإشارة إلى أن الحظر الروسي هذا ليس المشكلة الأولى في العلاقات الروسية البيلاروسية، التي استدعت رداً كلامياً عنيفاً من لوكاتشينكو. فخلال زيارة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى مينسك نهاية الشهر الماضي، تشكّك وزير المال الروسي ألكسي كودرين في قدرة مينسك على الإيفاء بقرض طلبته من موسكو، والبالغ 500 مليون دولار، وجاءت إجابة لوكاتشينكو بأنه على «كودرين أن يعالج نفسه».
في المقابل، يعيد المحللون توتر العلاقات الروسية ـــــ البيلاروسية إلى تحسّن علاقات مينسك مع بروكسل بعد عزلة دامت أكثر من 10 أعوام. فالاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن إعطاء تأشيرات الدخول للمسؤولين البيلاروسيين المتهمين بتزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ودعا مينسك إلى المشاركة في برنامج «الشراكة الأوروبية». أما بيلاروسيا، فلم تستسلم لضغوط موسكو، ولا تزال تماطل بالاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا. حتى إن لوكاتشينكو ربط بين منح بلاده القرض الروسي والاعتراف بهاتين الجمهوريتين.
ويجب القول إن إعلان الاتحاد بين البلدين في عام 1997 جرى في عهد الرئيس الروسي بوريس يلتسين، الذي كان انهيار الاتحاد يعود في أحد أسبابه إلى نشاطه السياسي، الأمر الذي كان يؤرّقه، وأراد التعويض عن ذلك بالاتحاد مع بيلاروسيا. غير أن الاتحاد لا يزال يراوح مكانه رغم التصريحات المتفائلة، وقد فشلت المباحثات المتوالية للقيام بالخطوة الأولى المتمثّلة بتوحيد عملتي البلدين.
ويُعيد المحلل السياسي الروسي بافل شيريميت الأزمة إلى حقد شخصي لبوتين على لوكاتشينكو، الذي لم يوافق على تفعيل الاتحاد وترؤس بوتين له بعد انتهاء مدته الرئاسية في عام 2008، ما اضطر الأخير إلى ترؤس الحكومة الروسية.