أرسل الجيش الباكستاني مروحياته العسكرية، أمس، من أجل مساعدة الميليشيات المحلية التي تعاونه في قتال عناصر «طالبان» في الإقليم الشمالي الغربي، في وقت يتزايد فيه الرضى الأميركي عن العملية العسكرية التي يشنّها الجيش في وادي سوات منذ أكثر من شهر. وقال ضابط الشرطة، رحيم جول، إن طائرتي هليكوبتر هاجمتا المتشددين الذين كان يحاصرهم مقاتلو الميليشيا في المنطقة. وأضاف «لا بد أن هناك قتلى وجرحى من المتشددين ولكننا لا نعلم في الوقت الراهن»، مضيفاً أن الميليشيا بدأت تزداد حجماً مع انضمام المزيد من الأفراد والسيطرة على مناطق أكبر بعد اشتباكات عنيفة.وتسلّح أكثر من ألف شخص يقيمون في إقليم دير العليا القبلي يوم السبت الماضي ضد «طالبان» غداة اعتداء دموي في أحد مساجدهم، وفق السلطات المحلية. وتمكنوا بعدها من السيطرة على قرى عدة تعدّ معاقل مفترضة لـ«طالبان» وقتلوا 14 منهم، وفق ما أعلن الجيش.
وأوضح مسؤول عسكري أن الميليشيا المحلية، التي أطلقت على نفسها اسم «العسكر»، طوقت قريتي شاتكاس وغازيغاي اللتين تعدّان معقلين لـ«طالبان». وقال إن «عناصر الميليشيات متمركزون على الجبال المحيطة، ويراقبون تحركات متمردي طالبان». وأضاف أن مروحيات مقاتلة ومدفعية الجيش قصفت معاقل طالبان المفترضة «دعماً للميليشيا».
وتبدو الولايات المتحدة راضية عن إصرار الحكومة والجيش في الهجوم على سوات. وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، دينيس بلير، أمام حشد من مسؤولي الاستخبارات مساء أول من أمس، إن الجيش الباكستاني يحقق مكاسب في هجومه لأن التأييد الشعبي للعملية يتزايد. وأوضح «للمرة الأولى تلقى عمليات الجيش الباكستاني في ذلك الجزء من العالم دعم الحكومة والشعب. هذا مختلف حقاً عن الماضي عندما كان الجيش ينطلق من دون تأييد يذكر».
وفي السياق، أكد المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، أن الرأي العام الباكستاني أصبح منحازاً إلى جانب الحكومة بشكل متزايد، وأن الساسة والقوات المسلحة في البلاد يظهرون تماسكاً أكبر في المعركة ضد المتطرفين. وجدّد هولبروك مطالبة الدول الغربية بأن تقدم المزيد من المساعدات إلى النازحين. وقال، في كلمة ألقاها أمام المجلس الأميركي لألمانيا، وهو منتدى أميركي ألماني معني بالتجارة والسياسة في نيويورك، «لم تكن استجابة المجتمع الدولي كافية لاحتياجاتهم إلى الآن». وأضاف أن «الولايات المتحدة تعهدت دفع أكثر من 300 مليون دولار لأزمة النازحين في باكستان في مقابل أقل من 200 مليون دولار من باقي العالم».
على الضفة الجنوبية لباكستان، تتخذ الأمور منحى سلمياً، إذ أبدى رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، استعداده لعبور «أكثر من نصف الطريق» نحو سلام مع إسلام أباد. وقال أمام البرلمان إن «مصلحتنا الحيوية تقضي بأن نُرسي السلام مع باكستان، ولكننا نحتاج إلى يدين للتصفيق». وأضاف «اذا كان القادة الباكستانيون يملكون الشجاعة والتصميم والحكمة لمكافحة الإرهاب».
(أ ف ب، رويترز)