strong>تواجه حركة «طالبان» القوات الباكستانية التي تستهدف معاقلها في المنطقة القبلية بالاعتداءات الانتحارية، لكنه خيار ألّب السكان ودفعهم للقتال ضدّها، كما هو حاصل الآنأدى تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف فندق فخم في شمال غرب بيشاور، مساء أول من أمس، إلى مقتل 16 شخصاً على الأقل، وذلك بالتوازي مع استمرار الحملة العسكرية ضدّ عناصر «طالبان» في المنطقة وتجنيد ميليشيات قبلية للقتال إلى جانب الجيش.
وواصلت الشرطة أمس انتشال جثث محترقة من تحت أنقاض فندق «بيرل كونتيننتال» من فئة الخمس نجوم في بيشاور. وقال مسؤول في المنطقة إن «الانفجار الهائل الذي وقع في الفندق واحد من سلسلة هجمات يشنها متشدّدون انتقاماً من هجوم للقوات الباكستانية ضدهم منذ ستة أسابيع في المنطقة الشمالية الغربية».
وجرى أمس سحب خمس جثث أخرى، ما رفع عدد الضحايا إلى 16 قتيلاً، بحسب رئيس شرطة بيشاور صفوت غيور، ويخشى أن يكون هناك المزيد من القتلى تحت الأنقاض.
وقال وزير الإعلام في الولاية الحدودية الشمالية الغربية، ميان افتخار حسين، إن «الانفجار هو رد فعل على الهجوم العسكري في سوات ومالاكاند. لا يمكن استبعاد احتمال تكرار هذا النوع من الهجمات الانتحارية في المستقبل».
وقال مسؤول الشرطة، عبد الغفور أفريدي، إن «57 شخصاً جرحوا بمن فيهم عدد من الأجانب نقلوا من بيشاور، عاصمة الولاية، إلى إسلام آباد للعلاج». وأضاف أن «عدد الإصابات يمكن أن يرتفع، إذ إننا نخشى أن يكون البعض لا يزالون محتجزين تحت الأنقاض».
وذكرت الأمم المتحدة أن من بين القتلى اثنين من موظفيها، هما الصربي ألكسندر فوربافيتش، الذي كان يعمل في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والفيليبيني بيرسيفيراندا سو، الذي كان يعمل في صندوق رعاية الطفولة (يونيسيف). وتحوّلت أجزاء كبيرة من الفندق إلى حطام بعدما أطلق مهاجمان اثنان على الأقل النار على حراس أمنيين، ثم فجروا سيارة مفخخة في المبنى. ولم تتبن أيّ جهة مسؤولية الاعتداء.
على مستوى ردود الفعل الدولية على التفجير، أبرق الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف لنظيره الباكستاني آصف علي زرداري، معزياً بالضحايا، ومؤكداً أن بلاده مستعدة لتقديم دعم كبير لباكستان في مجال مكافحة الإرهاب. وقال إن «هذا العمل الإجرامي يعزز عزم حكومة باكستان على مواصلة مكافحة الإرهاب». وفي تطورات الحملة العسكرية في المنطقة، أكد الجيش أنه قصف المتمردين في أحد معاقلهم. وقال مسؤول عسكري «أطلقنا عملية في جاني خل»، القرية الواقعة في إقليم بانو عند أطراف مناطق قبلية تتمتع بشبه حكم ذاتي في وزيرستان الشمالية والجنوبية. وأضاف «نستخدم المدفعية ومروحيات قتالية لقصف مواقع المتمردين».
وأكدت الشرطة أن العملية شنّت بعد محادثات بين زعماء القبائل المحليين والحكومة التي طلبت من الأخيرين تسليم طالبانيين متهمين بتدبير خطف عشرات التلاميذ في أواخر أيار.
(أ ف ب، يو بي آي)