محمد بديرشُغلت الساحة السياسية والإعلامية الإسرائيلية، أمس، بالانتخابات الإيرانية، التي أخذت حيّزاً من تصريحات المسؤولين وتعليقات الصحافيين، فيما ألمح وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، موشيه يعلون، إلى أن الطريقة الفضلى لمعالجة التهديد الإيراني هي تصفية القيادة الإيرانية.
وجاء تلميح رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق خلال محاضرة عن إيران ألقاها أمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، واستشهد فيها بالطريقة الناجعة في اغتيال قادة «حماس» في قطاع غزة لإحداث تغيير في سياسة الحركة.
وعشية الحدث الانتخابي في الجمهورية الإسلامية، أفردت الصحف الإسرائيلية مساحات لآراء خبراء في الشأن الإيراني للوقوف على التأثير المحتمل لنتائج الاقتراع على إسرائيل. ورأى رئيس مركز عوزري للبحوث الإيرانية في جامعة حيفا، سولي شهور، أن هزيمة محمود أحمدي نجاد لن تخدم على ما يبدو المصالح الاستراتيجية لإسرائيل.
وفي مقال في «يديعوت أحرونوت»، تحت عنوان «موسوي سيّئ لإسرائيل»، كتب شهور «لا ريب في أن إسرائيل معنية بأن ترى في إيران نظاماً ليبرالياً يكون أقل عداءً لها. ولكن في ضوء بنية النظام في إيران وتصميمه على تحقيق سلاح نووي، قد يكون انتخاب أحمدي نجاد بالذات، وكنتيجة لذلك استمرار الاستياء الشعبي في الداخل والخط المتصلّب تجاه إيران من الخارج، أفضل لإسرائيل».
وعرض الكاتب سياق الوضع السياسي الدولي لإيران خلال الأعوام الماضية، فاعتبر أن «انتخاب المرشح الإصلاحي محمد خاتمي في الانتخابات للرئاسة في 1997 ومرة أخرى في 2001 أخرج إيران من العزلة التي كانت تعيشها، وفتح أمامها البوابات التي كانت مغلقة حتى ذلك الحين، وعملياً أطال حياة النظام الإسلامي». وأضاف «في واقع الأمر، نجح خاتمي بقدر كبير في تحييد العنصر المتفجر من الداخل، وطمس الانتقاد من الخارج، لكن فقط بعد انتخاب أحمدي نجاد المتطرف في 2005، ولا سيما في أعقاب تصريحاته اللاذعة ضد دولة إسرائيل ووقوفه على رأس منكري المحرقة، بدأ العالم الغربي يرى في إيران مثلما أراد قادة إسرائيل أن تُرى».
وخلص شهور إلى أن «إيران اليوم في وضع مشابه لذاك الذي كانت فيه في 1997، حيث يمكن الافتراض أن انتخاب موسوي الإصلاحي والمعتدل سيدفع إدارة أوباما وقادة الدول الأوروبية إلى أن يكونوا أكثر انفتاحاً وإنصاتاً، وأقل بكثير انتقاداً تجاه إيران. ومن أجل تعزيز الكتلة المعتدلة، سيكون الغرب مستعداً لأن يعرض على الحكومة الإصلاحية رزماً أكثر جذباً ومدى زمنياً أطول بكثير».
بدوره، رأى دودي كوهين، في موقع «يديعوت»، أن «الانفتاح في المواضيع الداخلية لا يعني بالضرورة انفتاحاً واعتدالاً في قضايا السياسة الخارجية». وأشار إلى أن «الإصلاحيين قد يتخذون نبرة أكثر لطفاً بشأن المفاوضات مع الغرب، إلا أنهم لا يختلفون عن المحافظين في ما يتعلق بالموقف من إسرائيل أو بالملف النووي، ذلك أن المرشد الأعلى (علي) خامنئي هو الذي يمسك بالصلاحيات في هاتين القضيتين».