حجة الإسلام مهدي كروبي، «شيخ الإصلاحات»، كما يرغب أنصاره في وصفه نظراً لدفاعه عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، متّهم بالفساد والكذب، من جانب الرئيس محمود أحمدي نجاد. فبينه وبين الرئيس المحافظ ثأر سابق، منذ تغلّب الأخير عليه في سباق الرئاسة عام 2005. لكن كرّوبي، الإصلاحي المعتدل، الخارج من رحم المحافظين، لا يزال مرتاباً من «تدخلات غير شرعية وغريبة» في الانتخابات الحالية، لهذا يحذّر الحرس الثوري وقوات التعبئة «الباسيج» و«القوات المارقة»، من التدخل في لعبة السياسة.
كروبي، الذي تولى رئاسة مجلس الشورى الإسلامي لمرتين (1990 ـــ 1992) و(2000 ـــ 2004)، جدّد وعده خلال الحملة الانتخابية، بمنح جميع من تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر حصصاً في عائدات إيران النفطية. وعلى غرار نجاد، تتركّز شعبية الشيخ «المعتدل» في الأرياف.
انتقل كروبي إلى المعسكر الإصلاحي حين تولّى محمد خاتمي الحكم عام 1997. لكن بعض الذين كانوا يأملون حدوث تغيير جذري، ينحون باللائمة عليه إلى جانب خاتمي لأنهما لم يصمدا في وجه المؤسسة الدينية المتشددة.
ويعرب الرجل، المولود عام 1937 في إقليم لورستان في غرب البلاد، عن أسفه لضياع «فرصة ذهبية» للمجموعات الإصلاحية خلال عهد خاتمي، مؤكداً رفضه تكرار خطأ دفع الحركات الإصلاحية نحو التشدد. وقال: «سأكون معتدلاً وأسلك الطريق الوسطي».
لكن الأمين العام لحزب «اعتماد مللي» (الثقة الوطنية) الإصلاحي، يطلق في الوقت نفسه، محاسبة ذاتية بقوله إن «السبب الرئيسي يكمن في جهل بعض الإصلاحيين وعدم قدرتهم أو معرفتهم استغلال الفرص».
ويرغب الشيخ في إقامة علاقات طبيعيّة مع الولايات المتحدة لتخفيف وطأة العقوبات التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيراني، معتبراً أن الأولوية بالنسبة إليه هي «إيجاد استثمارات أجنبية ومساعدة النظام الخاص في الاعتماد على الأموال والتكنولوجيا والخبرة من الخارج».
بيد أنه حريص على عدم التصادم مع المحافظين، الذين يمثّلون قوة برلمانية وشعبية لا يُستهان بها. من هذا المنطلق أعلن أنه سيطلق برنامجاً «معتدلاً» لإصلاحات لا تثير غضب منافسيه إذا انتُخب رئيساً للجمهورية. غير أنه يصرّ على منع سيارات شرطة الأخلاق من النزول إلى الشارع.
ويجد كروبي نفسه في موقع حرج مع المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي، الذي طلب من الناخبين عدم دعم «المرشحين الذين سيستسلمون للعدو، وسيذلّون الشعب الإيراني»، كذلك مع نجاد الذي اتهمه في مناظرة تلفزيونية بالكذب واختلاس أموال، يقول كروبي إنها نتاج ما يتقاضاه من الحقوق الشرعية (الخمس)، بناءً على ما منحه إياه الإمام الخميني قبل انتصار الثورة، من إجازة لأخذ أموال الخمس. ويؤكد كروبي أنه كان يتمتع بثقة الخميني.
ويتميز كروبي بانفتاحه حتى على مستوى تعاطيه مع عائلته. إذ تشاركه في حملاته الانتخابية، زوجته فاطمة، التي ارتبطت به حين كان عمرها 14 عاماً، وهي ناشطه تدعو إلى إعطاء النساء الحرية في الترشح للرئاسة. أمّا ابنه تقي، فهو الذي يدير حملته الانتخابية بمجملها.
(الأخبار)