strong>كما في إيران، كذلك في المغترب، حيث توجّه الإيرانيون أمس إلى مراكز اقتراع أعدّتها الممثليات الإيرانية في الخارج، ليختاروا رئيسهم، وسط انقسام واضح بين المقترعين حول مرشّحهم المفضّلشارك المقيمون الإيرانيون في لبنان أمس، في اختيار رئيسهم عبر أقلام اقتراع في بعلبك والنبطية وفي مقر السفارة الإيرانية في بيروت، حيث أكد السفير الإيراني، محمد رضا شيباني، في حديث! لـ«تلفزيون لبنان»، أن «الحماسة اللافتة عند الناخب الإيراني تدل على صوابية كلام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي عوّل على الإقبال الكثيف»، ورأى أن «هذا ما تحقق بالفعل».
وقال شيباني: «نرى أن الأمر الأساسي، الذي يُعَدّ دافعاً للناخبين للإدلاء بأصواتهم، هو أننا نقف بكل حزم وثبات إلى جانب نظامنا الإسلامي المقدّس، والاقتراع يدلّ على حال الشغف والحب الولاء الذي يشعر به الناخب الإيراني المغترب ومدى عشقه وانتمائه إلى وطنه أولاً، وإلى نظامه الإسلامي المقدّس ثانياً، والنتيجة محترمة ومعترف بها من كل أطياف الشعب الإيراني».
ورداً على سؤال عن سياسة إيران تجاه لبنان، وعما إذا كانت ستتغير بوصول رئيس جديد، قال شيباني إن «السياسات الخارجية العامة والاستراتيجية للجمهورية الإيرانية لا تتغير ولديها هوية ثابتة تقوم على مؤازرة كل الشعوب المظلومة، التي تتعرّض لتهديدات خارجية، ونرى أن هذا البلد لطالما تعرّض للتهديدات الصهيونية الظالمة والمستمرة، والجمهورية الإسلامية ثابتة في وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني وحكومته ومقاومته الباسلة».
وتابع شيباني: «إن ما يهمّ الناخب الإيراني هو استقرار نظامه ومنعته، وهذا الحضور الكثيف يدل على أن هذا الشعب يقف إلى جانب السياسات العامة لنظامه».
وأفادت مصادر السفارة في بيروت بأن عدداً من المقيمين الإيرانيين في لبنان توافدوا أمس إلى مراكز الاقتراع في السفارة وفي مركزين أقيما في النبطية وبعلبك، من دون أن تفصح عن عدد المقترعين أو المقيمين في لبنان.
وأشار مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى توافد المواطنين الإيرانيين في لبنان إلى فرع «بنك صادرات إيران» في مدينة بعلبك، حيث أدلوا بأصواتهم لاختيار رئيس جديد لبلدهم.
وفي العراق، مارس ما يقرب من 35 ألفاً من الإيرانيين الموجودين في محافظات الوسط والجنوب والشمال، حقّهم في الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الإيرانية.
وقال مسؤول المركز الانتخابي في السفارة الإيرانية في بغداد، عباس شكوهي، إن «هناك 12 مركزاً انتخابياً لاستقبال الإيرانيين الموجودين في العراق». وأكد شكوهي أن «العملية الانتخابية تُجرى جيداً بتعاون وزارتي الخارجية والداخلية العراقية، والاستجابة الجيدة من الجالية الإيرانية في العراق»، مشيراً إلى أن فرز أصوات الناخبين في العراق «سيجري في السفارة الإيرانية التي ستتولى إرسال النتائج إلى وزارة الداخلية الإيرانية».
وأشار شكوهي إلى أن خمسة من المراكز تتوزع في بغداد، فيما وزعت السبعة الباقية في محافظات البصرة (جنوب) والنجف وكربلاء وسامراء (وسط) والسليمانية وأربيل (شمال)». كذلك ثمة ثلاثة مراكز اقتراع متنقلة في عموم البلاد.
بدوره، أكد مسؤول إحدى المحطتين الانتخابيتين في النجف، عبد الرضا أرجمند، أن «ما يقارب 12 ألف إيراني زائر في النجف، شاركوا في هذه الانتخابات».
وفي البصرة، فتحت القنصلية الإيرانية صندوقين للاقتراع لمشاركة الجالية الإيرانية في الجنوب. وذكر القنصل الإيراني في المدينة، محمد رضا نصير «أن القنصلية فتحت صندوقين للاقتراع، أحدهما في منفذ الشلامجة الحدودي للزوار الآتين من إيران، والثاني في القنصلية للجالية الإيرانية في البصرة والمحافظات الجنوبية، التي يقدر عدد أفرادها بنحو ألف إيراني».
وفي كربلاء، توجّه الناخبون الإيرانيون للإدلاء بأصواتهم في ثمانية مراكز اقتراع. وقال مندوب شركة الحج والزيارة الإيرانية، شعبان علي ألفت «إن الناخبين الإيرانيين الموجودين في العراق سُمح لهم، للمرة الأولى، بالإدلاء بأصواتهم».
ويبلغ عدد الزوار الإيرانيين الذين يدخلون العراق يومياً نحو عشرين ألف زائر.
وفي الإمارات، حيث تعيش ثاني أكبر جالية إيرانية في العالم بعد الولايات المتحدة، شارك آلاف الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وتتفاوت التقديرات بشأن عدد الإيرانيين في الإمارات، ففيما تشير أرقام القنصلية الإيرانية في دبي إلى أن العدد يتجاوز أربعمئة ألف نسمة، تشير الأرقام الرسمية الإماراتية إلى أن 110 آلاف إيراني يعيشون في الإمارات، وهم في الأساس في إمارة دبي.
ونصبت خيمة بيضاء كبيرة في البهو الخارجي للقنصلية الإيرانية في دبي، فيما جرت عمليات الاقتراع أيضاً في السفارة الإيرانية في أبو ظبي وفي قاعات مستأجرة في مدن وإمارات أخرى.
وقال الإيراني سعيد (19 عاماً)، الذي ينتخب للمرة الأولى: «أنا جزء من إيران وعليّ أن أنتخب»، رافضاً أن يشير إلى من سيقترع. أما مواطنته غزالة (26 عاماً)، التي تقيم في دبي منذ سنتين، فقالت إنها ستقترع للإصلاحي مير حسين موسوي أملاً بالتغيير في إيران.
وأضافت: «أصدقائي هنا في دبي وفي الولايات المتحدة متحمّسون جداً للانتخابات، ويعتقدون أن الأوان قد حان لتغيير صورة إيران في الخارج».
لكن امراة ستينية تقيم في دبي منذ 21 عاماً، أفادت بأنها ستقترع للرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد.
(الأخبار، أ ف ب)