أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن هناك «إمكانية تغيير» في العلاقات الأميركية الإيرانية بعد الانتخابات الرئاسية في إيران. وقال، للصحافيين في البيت الأبيض، إن «الجدل الحاد» الذي سبق الانتخابات الرئاسية في إيران، «يظهر تغيّراً محتملاً هناك، وهذا يعزّز جهود الولايات المتحدة في تغيير علاقاتها مع إيران». وأضاف «رأيتم الناس هناك تتطلّع إلى احتمالات أخرى. نعتقد أن هناك إمكانية تغيير، بغضّ النظر عمّن سيفوز».وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن بدأت بتوجيه دعوات إلى دبلوماسيين إيرانيين لحضور احتفالات العيد الوطني الأميركي في 4 تموز، للمرة الأولى منذ نحو 30 عاماً.
وقال المتحدث باسم الوزارة، يان كيلي، إن «سفاراتنا بدأت بإرسال دعوات». ولم يحدد عدد الدعوات التي أرسلت حتى الآن وما إذا كان بعض الدبلوماسيين الإيرانيين قبلوا الدعوة أم لا. وأوضح أن توجيه الدعوات جزء «من التزام الرئيس (أوباما) وجهوده لبناء أفضل العلاقات مع إيران».
وقال كيلي إن لائحة البلدان التي يمكن أن توجّه فيها السفارات دعوات إلى مندوبين، يعاد النظر فيها سنوياً، مشيراً إلى أن هذا القرار «ينسجم مع سياستنا التي تقضي بفتح حوار مع إيران».
في المقابل، اتهم وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، إيران بممارسة «لعبة مزدوجة» في أفغانستان، حيث «تقول إنها ترغب في علاقات جيدة مع جارتها المضطربة، وفي الوقت ذاته تقوّض الجهود التي يقودها حلف الأطلسي لتوفير الأمن».
وقال غيتس، للصحافيين في مقر الأطلسي في بروكسل بعد محادثات استمرت يومين مع نظرائه في الحلف، إن «الإيرانيين شريك تجاري مهمّ لأفغانستان، ويقولون إنهم على علاقات جيدة مع الحكومة الأفغانية، في الوقت ذاته فإنهم يرسلون كمية متواضعة نسبياً من الأسلحة والوسائل لمهاجمة القوة الدولية للمساعدة وقوات التحالف». وأضاف «إنهم يفعلون كل ما بوسعهم لإيذائنا وإيذاء حلفائنا وشركائنا في أفغانستان».
من جهة أخرى، أثار المبعوث الأميركي، دينيس روس، في كتاب جديد شارك في إعداده، إمكان استخدام القوة العسكرية ضد إيران، إذا فشلت المفاوضات في ثني طهران عن طموحاتها النووية.
وشارك روس، الذي يقود الجهود الدبلوماسية الأميركية للتعامل مع إيران بشأن سلسلة من القضايا، في إعداد كتاب باسم «الأساطير.. الأوهام والسلام.. إيجاد اتجاه جديد لأميركا في الشرق الأوسط»، مع الأستاذ في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد ماكوفسكي.
ووضع المؤلّفان فصلاً من 30 صفحة، يحدّد الخيارات أمام التعامل مع إيران، التي لم ترد حتى الآن على مفاتحات الرئيس باراك أوباما، لإقامة علاقات أفضل. وكتب المؤلفان أن «السياسات الأكثر صرامة، سواء كانت عسكرية أو احتواء ذات مغزى سيكون من الأسهل الترويج لها دولياً ومحلياً إذا حاولنا حل خلافاتنا مع إيران دبلوماسياً وبطريقة جادة وجديرة بالثقة».
وقال روس وماكوفسكي إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تسعى إلى الحوار مع إيران من دون شروط مسبقة، ولكن بضغوط دبلوماسية مثل العقوبات الاقتصادية الأوروبية.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)