Strong>7 قتلى وخامنئي يؤيّد إعادة جزئية للفرز ومنتظري يدعو إلى مواصلة التحرّك ولاريجاني ينتقد اقتحام سكن الطلابأخذت الأزمة السياسية الراهنة في إيران منحى آخر أمس، بعد إعلان وزارة الاستخبارات اكتشاف «خيوط» تتعلق بدخول «جهات أجنبية» على خط التظاهرات وضلوعها في أعمال شغب واضطرابات في طهران ومدن أخرى

طهران ــ محمد شمص
أعلن رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، أنه سيتسلم من وزارة الأمن وثائق وأدلة تثبت تورط «قوى أجنبية» في أعمال «الشغب»، وذلك بالتزامن مع محاولة المرشّح الإصلاحي الخاسر في انتخابات الرئاسة، مير حسين موسوي، نزع فتيل تفجير عبر منع تظاهرة لأنصاره أمس غداة سقوط سبعة قتلى في مواجهات طهران.
وتحدثت وزارة الأمن والاستخبارات عن اكتشاف «خيوط» تتعلق بدخول «جهات أجنبية» على خط التظاهرات وضلوعها في أعمال شغب واضطرابات في طهران ومدن أخرى.
ودعا رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، الإدارة الأميركية وأوروبا إلى الكف عن «تدخلهما في الشؤون الداخلية لإيران، والاهتمام بفضائحهما ومشاكلهما السياسية والأمنية المستعصية». وأضاف لاريجاني، تعليقاً على مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن الانتخابات الإيرانية، أنه «بهذه المواقف كشف زيف الشعارات والصورة التي أظهرتها الإدارة الأميركية قبل أشهر» بشأن تغيير سياساتها الخارجية. ودعا لاريجاني، من ناحية أخرى، وزير الداخلية صادق محصولي إلى تحمّل قدر أكبر من المسؤولية في أثناء تعاطيه مع المتظاهرين. وأمر لجنة نيابية بفتح تحقيق في أحداث الحي الجامعي في طهران، حيث سقط ضحايا، ومحاسبة المقصّرين فيه. كذلك دان دهم القوى الأمنية لسكن الطلاب واعتقال العشرات منهم قبل أن تطلق سراحهم لاحقاً بعد التحقيق معهم.
في غضون ذلك، واصلت الشرطة اعتقال من تتهمهم بتدبير أعمال الشغب وتنظيم التظاهرات، «من دون ترخيص من وزارة الداخلية»، حيث اعتقلت كلاً من المستشار السابق للرئيس محمد خاتمي، محمد علي أبطحي، والقيادي في حزب «المشاركة» الإصلاحي، سعيد حجاريان.
ومن جهته، أعلن محافظ طهران، مرتضى تمدّن، أن «إجراءات مهمة اتخذت لحفظ النظام في العاصمة وضواحيها، وستضرب القوى الأمنية بيد من حديد المخلّين بالأمن»، مضيفاً أن «الشرطة وجدت بحوزة بعض المتظاهرين أسلحة ومتفجرات، إثر شنّ عدد منهم هجوماً بالأسلحة النارية على مركز عسكري، ما أدى إلى مقتل عنصرين من الشرطة».
وكان سبعة قتلى و29 جريحاً قد سقطوا أول من أمس خلال صدامات وقعت بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في ساحة «آزادي» في طهران ومناطق أخرى، خلال تظاهرات حاشدة لمئات الآلاف من مناصري موسوي، الذي شارك فيها المرشّح الإصلاحي مهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي.
وزاد من حدة التوتر أمس تناقل أخبار بين المواطنين عن اعتداء مجموعة من مناصري موسوي على فتاة ونزع التشادور عن رأسها أمام الناس في طهران. واحتشد مئات الآلاف من أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد في ساحة «ولي عصر» والشوارع المحيطة، تنديداً بأعمال الشغب والتظاهرات «غير القانونية» والاعتداء على الممتلكات العامة. ورفع هؤلاء شعارات مثل «الموت للمنافقين» و«الموت لأعداء ولاية الفقيه».
في المقابل، انطلقت مجموعات مناصرة لموسوي أيضاً باتجاه ساحة «ولي عصر» وأخرى إلى ساحة «وناك» للتظاهر، رغم دعوة موسوي مناصريه إلى إلغاء التظاهرة ورفضه حضورها. وحذّر رئيس الوزراء السابق أنصاره من «التورط في المؤامرة»، مطالباً «بضبط النفس والتحلّي بالهدوء ومنع المخلّين بالأمن التعرّض لممتلكات الناس».
وفي السياق، طالب نائب رئيس لجنة الخصخصة في البرلمان، الشيخ محمد إبراهيم نكونام، القضاء «باعتقال موسوي، والزجّ به في السجن، ومحاكمته بتهمة الإخلال بأمن البلاد والمسؤولية عن كل الأحداث الدموية الأخيرة».
وعلى مسار الطعون القانونية في نتائج الانتخابات، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية، آية الله علي خامنئي، أنه يؤيد إعادة فرز جزئية للأصوات «إذا اقتضى الأمر».
وكان مجلس صيانة الدستور قد أعلن قبوله إعادة فرز جزئي للأصوات في الصناديق التي اعترض عليها المرشحون الخاسرون. وأوضح المتحدث باسم المجلس، عباس علي كدخدائي، أنه «لا يمكن النظر في طلب هؤلاء المرشحين لإلغاء الانتخابات، بناءً على القانون».
وكشف مندوب موسوي، علي أكبر محتشمي بور، أنه قدم إلى المجلس الدستوري خمسة عشر طعناً في نتائج الانتخابات. وينتظر الإيرانيون خطاب الفصل لخامنئي المرتقب في خطبة الجمعة المقبلة في طهران.
في هذا الوقت (أ ف ب، رويترز)، دعا المرجع الديني المعارض، آية الله العظمى حسين علي منتظري، في بيان موجّه إلى «الأمة الإيرانية النبيلة والمستضعفة»، «الجميع، وعلى الأخص الشباب الأحباء، إلى المطالبة بحقوقهم بصبر وضبط النفس».
كذلك انتقد قمع التظاهرات، مبدياً أسفه «لتعرض رجال ونساء وطلاب عُزّل للضرب والاعتداء والقمع والاعتقال أمام أنظار العالم وعدسات آلات التصوير الأجنبية والإيرانية».
ومنعت السلطات الإيرانية أمس صحافيين في وسائل إعلام أجنبية من مغادرة مكاتبهم لتغطية الاحتجاجات في شوارع طهران. وقالت وزارة الثقافة إن «بإمكان الصحافيين مواصلة عملهم من مكاتبهم»، مضيفة أنها «تلغي أوراق الاعتماد الصحافية لكل وسائل الإعلام الأجنبية».
إلى ذلك، أفاد التلفزيون الإيراني بأن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال التشيكي، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، يوزف هافلاس، وأبلغته أنه «لا يحق للاتحاد الأوروبي، ولا أي دولة أخرى، التدخل والإدلاء بملاحظات فظّة بخصوص إيران».
كذلك أُبلغ السفير البريطاني، سايمون لورنس غاس، «إدانة الملاحظات غير اللائقة وغير المهذبة»، التي أدلى بها رئيس الوزراء غوردن براون ووزير الخارجية ديفيد ميليباند، عن «شكوك جدية» في نتائج الانتخابات.