Strong>اعتمدت الدول الساعية وراء السلاح النووي مماحكات مختلفة تجاه الأسرة الدولية، فلكل ملف خصوصيته، لكن ما يميز الملف الإيراني أنه على علاقة وثيقة بامتداد النفوذ الإقليمي لطهرانأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عُرضت أمس، أن «إيران تطوّر تكنولوجيا نووية وتريد امتلاك أسلحة نووية» من أجل الاعتراف بها قوة إقليمية. وقال «إني مقتنع بأن إيران ترغب من دون أدنى شك في اكتساب التكنولوجيا لصناعة سلاح نووي». وأضاف إن الجمهورية الإسلامية «تريد نقل رسالة إلى الدول المجاورة وباقي العالم تقول: نعم يمكننا حيازة السلاح النووي إذا أردنا، وبالتالي لا تستفزّونا». واستطرد قائلاً إن «هدف إيران الأخير كما أفهم هو أنها تريد أن يُعترف بها دولة عظمى في الشرق الأوسط»، موضحاً أن السلاح النووي بالنسبة إلى النظام الإيراني هو «سبيل للاعتراف بنفوذها ومكانتها. وهي ضمانة لما سمعوه في الماضي عن تغيير الأنظمة».
وقال حائز جائزة نوبل السلام لعام 2005، الذي يُنهي ولايته في تشرين الثاني المقبل عمّا سُميّ الملف النووي العراقي، إن الدول التي تمتلك أسلحة نووية «تحظى بمعاملة مختلفة عن الدول التي لا تملك مثل هذه الأسلحة»، مشيراً إلى أن «كوريا الشمالية دُعيت إلى طاولة التفاوض لأنها تمتلك سلاحاً نووياً، فيما سُحق العراق في عهد صدام حسين لأنه لم يكن يمتلك هذا السلاح». ودعا المجتمع الدولي إلى «الانخراط مع إيران لإزالة الدافع وراء توجّهها إلى تطوير أسلحة نووية لقناعته بأنها تريد امتلاك التقنية المطلوبة لتمكينها من تطوير أسلحة نووية».
وحذّر البرادعي من أن الخطر الأكبر الذي يواجهه العالم هو «وقوع السلاح النووي في أيدي جماعة متطرفة»، مشدداً على أن «السبيل الوحيد لضمان مستقبل آمن هو نزع الأسلحة النووية على نطاق واسع بقيادة الدول النووية التي تمتلك مجتمعة 27 ألف رأس نووي».
وكان البرادعي (67 عاماً) قد حذّر من أن عدد الدول النووية سيزداد بمعدل الضعف خلال سنوات في العالم، وأن منطقة الشرق الأوسط ستكون بمثابة «قنبلة موقوتة» لما يمكن أن تشهده من سباق تسلح نووي بين دولها، ما لم تعمد القوى الكبرى إلى اتخاذ خطوات راسخة في مجال نزع الأسلحة النووية.
كما انتقد البرادعي النظام الدولي الراهن المقيّد لانتشار الأسلحة النووية، ورأى أنه «غير منصف ويفتقد النزاهة والعدالة».
(يو بي آي)