تواصلت ردود الفعل المنتقدة على الأحداث التي تشهدها إيران منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيساً لولاية ثانية، في ظل تشكيك منافسه مير حسين موسوي في نتائج هذا الاستحقاق، فيما برز موقف يتيم من كراكاس يدعم النظام الإيراني في وجه معارضيه والدول الغربية.ورأى الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ تولّي نجاد أو موسوي الرئاسة في إيران لا يُحدث فارقاً كبيراً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، التي لا تزال تعتزم محاولة إطلاق حوار مع طهران.
وفي محاولة منه لتفسير ضبط النفس الذي اعتمده في انتقاداته للانتخابات الرئاسية الإيرانية، بدا أوباما شديد الحذر في انتقاء عباراته لانتقاد أعمال العنف التي تخلّلت التظاهرات في إيران. وفسّر ذلك بخشية أن يقوم المحافظون المتشددون باستغلال تصريحاته للتلويح بشبح التدخل الأميركي من أجل توفير الدعم الشعبي للنظام. وقال لشبكة «سي أن بي سي»، «الأمر يعود إلى الإيرانيين لاتخاذ قرار، نحن لن نتدخل في ذلك».
لكنّه أضاف «أعتقد أنه من المهم إدراك أن الفرق في المفهوم السياسي الفعلي بين نجاد وموسوي ليس على الأرجح كبيراً إلى الحد الذي يقال عنه»، مضيفاً أنه مهما كان حل الأزمة «فسيكون علينا أن نتعامل في إيران مع نظام معاد للولايات المتحدة تاريخياً».
وتابع أوباما أنه على الولايات المتحدة أن تمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية ووقف الدعم الذي تقدمه لمنظمات متطرفة، «وذلك ينطبق على كل من يخرج فائزاً من هذه الانتخابات».
وأكد الرئيس الأميركي أنه بمعزل عن الانتخابات والاحتجاجات التي تلتها، لا يزال ينوي محاولة فتح حوار مباشر واعتماد «دبلوماسية حازمة» مع القادة الإيرانيين، كما وعد سابقاً.
وفي برلين، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهيلم أن بلاده ترى أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية شابتها «مخالفات»، وأن عملية تثبّت من النتائج ستكون مبرّرة. وقال المتحدث «بناءً على المعطيات التي لدينا، فإننا نرى أنه حدثت مخالفات في الاقتراع وبالتالي فإننا نرى أن الإعلان عن عمليات تثبّت مبرر تماماً».
وفي السياق نفسه، استبعد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني احتمال قيامه بزيارة قريبة لطهران بسبب التظاهرات التي شهدتها إيران أخيراً، غداة الانتخابات الرئاسية.
ونقلت وكالة أنباء «اكي» عن فراتيني قوله «يصعب في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة الذهاب إلى إيران». وأشار، في إطار جلسة استماع في مجلس النواب، إلى أن «هناك فرصة لاستقبال إيران في (اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني) بتريستي، الأسبوع المقبل»، قبل إجراء إعادة الفرز الجزئي للأصوات، حسبما وعد مجلس صيانة الدستور الإيراني. وأعرب عن أمله أن تنتهي هذه العملية «في فترة معقولة».
وكان فراتيني قد ألغى زيارة كانت مقررة الشهر الماضي إلى إيران، ووعد بإتمام الزيارة بعد الانتخابات الرئاسية.
في غضون ذلك، أفادت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء بأن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير السويسري الذي يمثل المصالح الأميركية لدى طهران للاحتجاج على التصريحات « المتدخلة» من جانب الولايات المتحدة بشأن الانتخابات الإيرانية.
في المقابل، طالبت السلطات الفنزويلية بوقف «عمليات التدخل» و«حملة التشكيك» إثر التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران.
وجاء في بيان نشر أول من أمس في كراكاس أن حكومة فنزويلا، بزعامة الرئيس هوغو تشافيز، تندد «بحملة التشكيك التي تدار من الخارج ضد مؤسسات جمهورية إيران الإسلامية».
(أ ف ب، رويترز، مهر)