يحيى دبوقنقلت صحيفة «معاريف» أمس عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله إن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قال لوزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، إنه «إذا أرادت إسرائيل أن تمنع صفقة تزويد إيران بمنظومة صواريخ من نوع أس 300، فإن عليها أن تشتريها بنفسها، أو أن تعمل كي تشتريها دولة أخرى، كالسعودية».
وأضاف مدفيديف لليبرمان، خلال لقائهما الأخير بداية الشهر الحالي، إنه صدرت تعليمات لتجميد تنفيذ الصفقة مع إيران في هذه الفترة، لكنه أشار إلى أن ما يربط إيران بروسيا هو «سلسلة طويلة من الصفقات العسكرية، بما فيها تزويد طهران بصواريخ أرض ـــــ جو»، مشيراً إلى أن «المسألة تتعلق بكثير من المال، وأن روسيا لا يمكنها أن تترك كل صفقات السلاح إلى الولايات المتحدة».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن «أقوال الرئيس الروسي تنسجم مع الفرضية القائمة في إسرائيل، بأن روسيا تستخدم الصفقة رافعةً سياسية، إذ من خلالها تسعى موسكو للتسلل إلى إسرائيل وتشديد قبضتها في المنطقة، سواء في المواضيع السياسية أو في غيرها من المواضيع»، مضيفة أن «للصفقة أهمية في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة أيضاً، ذلك أن صفقة الطائرات من دون طيار بين الصناعة الجوية (الإسرائيلية) وروسيا، التي صادقت عليها الولايات المتحدة، فسّرت بأنها محاولة لمنع تنفيذ الصفقة الروسية الإيرانية».
وقالت الصحيفة إن «لدى إسرائيل تفوّقاً جوياً في الشرق الأوسط، ولديها حرية عمل شبه مأمونة، لكن الخبراء العسكريين يقدرون بأن إدخال هذه المنظومة إلى المنطقة سيمثّل ضربة قاضية لسلاح الجو الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى صدور أصوات (إسرائيلية) دعت إلى أنه إذا قرر الروس بيع منظومة الصواريخ أس 300 لدولة معادية، فإن على سلاح الجو أن يعمل على تدميرها قبل أن تصبح عملانية». وبحسب محافل في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن امتلاك إيران لمنظومة صواريخ من طراز «أس 300»، سيصعب توجيه ضربة عسكرية إلى منشآتها النووية.
وقالت مصادر روسية لصحيفة «معاريف» إنه منذ نهاية عام 2007، وقّعت روسيا صفقة ضخمة لتزويد إيران بصواريخ أرض ـــــ جو متطورة من طراز «أس 300»، وبلغت قيمة الصفقة في حينه 800 مليون دولار، ومع ذلك لم تزود روسيا إيران بهذه الصواريخ، رغم أن طهران دفعت بالفعل جزءاً من المبلغ في دفعة أولى.