strong>وجه الإسلاميون المتشددون الصوماليون أمس تحذيراً شديد اللهجة إلى الدول المجاورة للصومال من مغبة إرسال قوات إلى هذا البلد كما طالبت الحكومة الصومالية، متوعدين بإعادة جنودها إليها «في نعوش»هدّد المتحدث باسم «حركة الشباب المجاهدين»، شيخ علي محمد راج، في مؤتمر صحافي في مقديشو أمس، الدول المجاورة من مغبّة إرسال قوّات إلى الصومال. وقال: «نحذر بوضوح الدول المجاورة ونقول لها إذا أرادت أن يعود جنودها في نعوش فلترسلهم إلى الصومال». وأضاف: «سيستمتع كلابنا وقططنا بتقطيع جثث جنودكم إذا لبيت نداء هذه الدمى (الحكومة)».
ويأتي كلام راج رداً على رئيس البرلمان الصومالي شيخ ادن محمد مادوبي، الذي دعا أول من أمس جيران الصومال إلى أن يرسلوا خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة قوات لمساعدة الحكومة التي تحاصرها المشكلات. وقال مادوبي إن باكستانياً ينتمي إلى تنظيم «القاعدة» يقود المسلحين المناوئين للحكومة الصومالية، مشيراً إلى أن «القاعدة» تمثل خطراً كبيراً على المنطقة، وأن على الدول المجاورة أن تواجه هذا الخطر بمساعدة الحكومة الصومالية.
وأبلغ مادوبي اجتماعاً للبرلمان، دعي إليه على عجل، فيما تقدم مقاتلو المعارضة نحو القصر الرئاسي، «بموجب قرار البرلمان الصومالي نطالب الدول المجاورة بالتدخل العسكري في الصومال لإنقاذ حكومتنا. سيكون هذا قانونياً لأنه تقرر من البرلمان الصومالي».
من جهتها، تبنت الحكومة الصومالية بياناً أعلنت فيه فرض حال الطوارئ في البلاد، الذي لن يصبح سارياً إلا إذا وافق عليه الرئيس الصومالي شريف الشيخ أحمد. وأعلن وزير الإعلام الصومالي، فرحان علي محمد، أن مجلس الوزراء يطالب المجتمع الدولي بما فيه مجلس الأمن ومنظمة «إيغاد» (الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا)، بمساعدة الحكومة والدفاع عنها في وجه «الإرهابيين» القادمين من الخارج.
وتأتي هذه التطورات بعد مقتل نائبين في البرلمان الصومالي، وقبلهما وزير الأمن القومي عمر حاجي آدم، وقائد الشرطة، بالإضافة إلى عدد من الضباط قضوا في تفجير بلدوين، الأمر الذي أربك الحكومة وسط تقدم المعارضة باتجاه القصر الرئاسي.
من جهة ثانية، أفاد شهود عيان بأن قوات إثيوبية انتشرت، أول من أمس، في منطقة بلدوين، غير أن وزير الإعلام الإثيوبي بركات سايمون، قال إن إثيوبيا لم تتدخل في الصومال، مؤكداً «أن أي عمل جديد من إثيوبيا بشأن الصومال سيكون بالتوافق مع قرار من المجتمع الدولي».
وكانت إثيوبيا قد تدخلت في نهاية 2006 ومطلع 2007 في الصومال لدعم الحكومة الصومالية وطرد الإسلاميين من السلطة في مقديشو بتفويض من «إيغاد» وبدعم من الاتحاد الأفريقي.
ومن جهتها، قالت كينيا إنها لن تقف مكتوفة الأيدي وتسمح للوضع في الصومال المجاور بأن يتدهور. وتخشى كينيا ودول أخرى في المنطقة وكذلك دول غربية أن ترسخ جماعات لها صلة بـ«القاعدة» وجودها في الصومال وتهدد استقرار الدول المجاورة إذا استمرت حالة الفوضى في البلاد.
(أ ف ب، رويترز)