واصل المسؤولون الإسرائيليون، أمس، ما بدأوه منذ 12 حزيران الماضي، بالاستفادة من اضطرابات الساحة الإيرانية، ليجددوا الإعراب عن تمنّياتهم بـ«التخلّص» من الرئيس محمود أحمدي نجاد، ودعم المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية. ورأى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، أن العالم «متعاطف» مع المتظاهرين، رغم أنه «لم يظهر بعد ما إذا كان الاضطراب سيؤدي إلى تغيير في سياسات طهران». وقال لشبكة «إن بي سي» الأميركية «ليس لدي شكّ في أنّ كل شخص في العالم متعاطف مع رغبة الإيرانيين في الحرية». غير أنّه أعرب عن اعتقاده بأنه «من المبكر الحديث عما سيحدث في إيران أو على مستوى العالم».بدوره، عبّر الرئيس شمعون بيريز عن أمله أن «تختفي» الحكومة الإيرانية الحالية، وذلك في كلمة ألقاها أمام جامعي تبرعات يهود يزورون الدولة العبرية حالياً. ودعا إلى أن «يرفع الشبان صوت الحرية من أجل سياسة إيجابية، ولتعبّر الإيرانيات اللاتي تتمتعن بالشجاعة البالغة عن تعطّشهن للمساواة والحرية». وتابع «لا أعلم حقاً أيّهما سيختفي أولاً، ما لديهم من يورانيوم مخصّب أو حكومتهم الضعيفة. آمل أن تتلاشى الحكومة الضعيفة». ورأى أنّ محاربة قادة النظام الإيراني «أهم من محاربة القنابل (النووية)»، مهاجماً المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الذي ألمح يوم الجمعة الماضي إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة «شجّعتا على تصعيد الاحتجاجات والتظاهرات في إيران».
وتساءل بيريز «كيف يجرؤ (خامنئي) على الزعم أننا طلبنا من أبناء الشعب الإيراني الخروج إلى الشوارع وتشكيل خطر على حياتهم؟».
في المقابل، جزم وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون بأنّ موجة الاحتجاجات والتظاهرات الجارية في إيران «ستؤدي إلى حدوث ثورة على النظام الإسلامي في إيران بقيادة (المرشح الخاسر مير حسين) موسوي».
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن يعلون قوله، خلال ندوة في إحدى مستوطنات القدس المحتلة، «لقد قلت منذ كنت رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية إن 79 في المئة من الإيرانيين يعارضون نظام آيات الله، وموسوي وعقيلته جلبا رياحاً جديدة تتمثل بالانفتاح، ولذلك أكرر القول إنه ستكون هناك ثورة في إيران».
وأوضح يعلون أنه رغم تفاؤله، فإنّ ذلك «لن يغيّر شيئاً في ما يتعلّق بالموضوع النووي»، مشيراً إلى أنّ ما يحدث اليوم «هو إشارة مشجعة جداً بالنسبة إلى الغرب، وهذا متعلّق بنظرة واسعة تجاه ما يحدث في المنطقة المتمثّل بالمواجهة بين الجهادية والغرب».
وفيما أيّد تعاطي الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الملف الإيراني، عاد ورأى أنه «ينبغي أن ندرك أنه لا يمكن إجراء حوار فحسب. فإلى جانب الحوار، يجب أن تكون هناك عصا غليظة. وهذا ما يقوله المسلمون السنّة أيضاً».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)