أعلن الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، أمس، حال الطوارئ في البلاد إزاء تصاعد هجمات المتمردين الإسلاميين الذين يمثّلون خطراً على حكومته، التي لا تسيطر إلا على قسم صغير من البلاد، وذهبت خلال نهاية الأسبوع إلى حد الاستنجاد بجيرانها. وقال شيخ أحمد، خلال مؤتمر صحافي في مقديشو، «اعتباراً من اليوم (أمس)، تخضع البلاد لحال الطوارئ». وأضاف أنه قرر ذلك «بعدما لمست تصعيداً في العنف في أنحاء البلاد».وقال مستشار للرئيس إن المرسوم يحتاج إلى تصديق البرلمان الصومالي لكي يصبح نافذاً، ولم يعرف متى وأين سيجتمع البرلمان لإقراره. ولا يتوقع أن يغيّر هذا القرار كثيراً في الوضع الصعب الذي يشبه مستنقعاً تغرق فيه الحكومة التي لا تسيطر إلا على بعض المناطق من وسط الصومال وبعض الأحياء الاستراتيجية في العاصمة (القصر الرئاسي والميناء والمطار خاصة) يحميها جنود قوة السلام الأفريقية، التي تضم جنوداً أوغنديين وبورونديين، لكنها تعاني نقصاً في عديدها، 4300 جندي فقط من أصل 8000، ولم تعط صلاحيات هجومية، وتتعرض بانتظام لهجمات المتمردين الإسلاميين.
من جهته، قال الاتحاد الأفريقي إن «من حق» الحكومة الصومالية أن تطلب دعماً عسكرياً دولياً لمواجهة «عدوان» المتمردين الإسلاميين المتطرفين الذين شنّوا هجوماً لإطاحة الرئيس شيخ شريف أحمد. وقال رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي جان بينغ، في بيان، «نظراً إلى أن المتمردين يعيدون تنظيم صفوفهم لشنّ هجمات أكبر على نقاط استراتيجية في مقديشو، يرى الاتحاد الأفريقي أن من حق الحكومة الصومالية، كسلطة شرعية معترف بها دولياً، أن تطلب دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي وأعضاء المجتمع الدولي».
بدورها، دعت منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تضم 57 عضواً، الأسرة الدولية إلى تحرك عاجل في الصومال للتصدّي لتقدم حركة الشباب المجاهدين. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس قلقة جداً لتدهور الوضع الأمني في الصومال، وأكدت دعمها للحكومة الانتقالية. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية فريديريك ديزانيو، «إننا قلقون جداً لتدهور الوضع الأمني في العاصمة الصومالية وللهجمات التي تشنّها مجموعات مسلحة متشددة تحظى بدعم خارجي على الحكومة والسكان». وكان من المقرر أن يبحث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير هذا الموضوع، أمس، في باريس، مع وزير الدفاع الصومالي محمد عبدي غندي، ولكنّ هذا الأخير اضطر إلى العودة إلى الصومال في نهاية الأسبوع الماضي بسبب تدهور الوضع الأمني.
(أ ف ب)