strong>يتواصل الجدل في الكونغرس الأميركي بشأن سياسة الرئيس أوباما، بعدم التدخل في الأزمة الإيرانية، حيث يتعرّض لضغوط الجمهوريين، الذين يطالبونه بتحرك أقوى، فيما تصاعدت حدة التوتر بين لندن وطهران
أعلن وكيل وزارة الخارجية الأميركية، جيم ستاينبرغ، أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بخصوص العنف في إيران وتريد تسوية النزاع بشأن نتائج انتخابات 12 حزيران من خلال عملية تتسم بالنزاهة. وقال للصحافيين: «نحن نعتقد أن من المهم للغاية أنه إذا كان القرار في هذه المسألة يخصّ الإيرانيين، ينبغي أن تسمع كل الأصوات وينبغي أن تكون العملية نزيهة وينبغي السماح للناس بالتعبير عن رأيهم».
وكان الرئيس أوباما قد تلقى، أول من أمس، تقريراً بآخر التطورات على الساحة الإيرانية، خلال اجتماع استمر ثلاثين دقيقة في المكتب البيضاوي مع مستشاريه للسياسة الخارجية، حسبما أفاد مسؤول في الإدارة الأميركية.
وقال السيناتور الجمهوري، جون ماكين، المنافس الخاسر أمام أوباما في انتخابات 2008، إن على الولايات المتحدة أن «تواكب حركة التاريخ» في تحركها إزاء الانتخابات الإيرانية.
وأضاف ماكين لتلفزيون «سي بي أس» أن «أعمال القمع الوحشية في شوارع طهران وغيرها من المدن هي التي تحدد الخط الذي ينبغي اتباعه»، مشدداً على أن «الولايات المتحدة لم تحرّك ساكناً».
وقال السيناتور ليندساي غراهام، الجمهوري من ساوث كارولاينا، لمحطة «اي بي سي»، إن أوباما يتحرك في الاتجاه الصحيح، لكن بصورة «خجولة وسلبية».
في المقابل، قالت السيناتورة، دايان فينشتاين، التي ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن المسؤولين عن العمليات الأميركية السرية قدّموا تأكيدات بأنهم لم يتدخّلوا في الانتخابات الإيرانية أو الاحتجاجات التي تبعتها.
وأضافت في تصريح لمحطة «سي إن إن»: «لا أعتقد صراحة أن استخباراتنا قوية إلى ذلك الحد»، مشيرة إلى أن إيران «بلد يصعب كثيراً جمع المعلومات فيه في الوقت الحالي. لذلك أعتقد أن قدرتنا على الدخول إلى هناك وتغيير مجرى الأحداث ضعيفة جداً، حتى أكون صريحة معكم».
أمّا السيناتور الديموقراطي، بوب كايسي، من بنسلفانيا، فقال إن أوباما «ليس بوسعه أن يفكر فقط في اليومين المقبلين. عليه أن يفكّر على المديين القصير والبعيد، بالتحرك التكتيكي والاستراتيجية البعيدة الأمد»، مضيفاً أن على الكونغرس أن يعطي أوباما سلطة فرض عقوبات على إيران عند الضرورة.
في غضون ذلك، طلبت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي، من الدول الأعضاء في الاتحاد أمس، بحث استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية الإيرانية لدى أوروبا للتعبير عن «الاشمئزاز الشديد»، بشأن أحداث العنف بعد الانتخابات في إيران.
وقال التشيك إنهم استدعوا رئيس البعثة الإيرانية في براغ، لإبلاغه رفض احتجاج إيران على «تدخل غير مشروع» من جانب الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في شؤونها.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان، أن إيطاليا مستعدة لفتح سفارتها في طهران، أمام المحتجين الجرحى بالتنسيق مع دول أوروبية أخرى.
وفي السياق، قال وزير الخارجية، فرانكو فراتيني، أنه ينتظر خلال ساعات رداً من إيران على الدعوة للمشاركة في مؤتمر تريستي عن الاستقرار في أفغانستان وباكستان الذي سيعقد الخميس المقبل. ونقلت وكالة أنباء «اكي» عن فراتيني قوله إنّ «من الواضح أنه إذا لم نتلقّ رداً فهذا يعني الرفض الضمني» للمشاركة.
في المقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، أنه «وُجِّهَت دعوة إلى وزير الخارجية (منوشهر متكي) للمشاركة في هذا الاجتماع، وسيعلن وزير الخارجية قرار المشاركة أو عدمها في نهاية الأسبوع الجاري».
وقال قشقاوي إن «مقر الحرب النفسية في سي أن أن وبي بي سي بدأ ينشط حالياً»، مندداً بعمل هاتين الشبكتين الذي يهدف الى «إضعاف الوحدة الوطنية وتجزئة إيران».
وأشار المتحدث إلى وجود وثائق بشأن «تدخل الإعلام الغربي في الشؤون الداخلية لإيران»، منتقداً عمل الشبكتين، اللتين «لم تطلقا برامج خلال فترة العنف التي تلت مقتل عدة شباب فرنسيين»، واصفاً هاتين الشبكتين بأنهما «الابنان الروحيان لنتنياهو وليبرمان»، رئيس وزراء إسرائيل ووزير خارجيتها.
كذلك، طالب أعضاء لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، الحكومة بإعادة النظر في العلاقات بين طهران ولندن بسبب «تدخل الأخيرة» في الشؤون الداخلية الإيرانية.
وذكر «تلفزيون العالم» الإيراني أن أعضاء اللجنة قدموا هذا الطلب خلال اجتماع مع وزير الخارجية. وانتقد النواب بشدة مواقف الحكومة البريطانية «وتدخلاتها في الاضطرابات الأمنية الأخيرة التي شهدتها» العاصمة طهران. وقال المتحدث باسم اللجنة، كاظم جلالي، إن هذا الاجتماع خرج بقرارات مهمة ستنفَّذ تدريجاً.
من جهتها، دعت اتحادات طلابية إيرانية إلى التظاهر أمام السفارة البريطانية في طهران اليوم الثلاثاء، للاحتجاج على «تدخل» لندن في الشأن الداخلي الإيراني.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد قالت إن لندن ستسحب أسر موظفيها العاملين في سفارتها في إيران، نتيجة لأعمال العنف الجارية هناك.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، إن الاستقرار في إيران مهم للاستقرار في المنطقة، معرباً عن أمله التوصل إلى تسوية تنهي التوتر القائم في إيران حالياً.
ونقل موقع صحيفة «حريت» عن أوغلو قوله للصحافيين بعد محادثات أجراها مع نظيره الآذري، المار محمدياروف، في إسطنبول إنّ «إيران مهمة جداً بالنسبة إلينا. إنها أحد الجيران الذين لنا معهم تاريخ حافل. نعتقد أن إيران ستتوصل إلى نهاية دقيقة في إطار مشاورات صحية ومحادثات متبادلة داخل البلد»، مؤكداً أن «تركيا ستحترم أي قرار يتخذه الإيرانيون في هذا الإطار».
‎(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر)