واصل المسؤولون الإسرائيليون، وفي مقدّمهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، استغلالهم للأحداث التي تشهدها إيران من أجل التحريض على نظامها، واللعب على وتر التمييز بين الشعب والنظام.وأعرب نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، عن اعتقاده بأن «القناع سقط وكشف عن الوجه الحقيقي للنظام الإيراني»، مضيفاً أن «ما رأيناه في إيران رغبة قوية في الحرية لدى الشعب الإيراني».
وقال نتنياهو إن إقامة علاقات سلمية بين إسرائيل وإيران سيكون ممكناً إذا تولت زعامة جديدة السلطة في طهران. وأضاف «ليس هناك صراع بين الشعبين الإيراني والإسرائيلي، ويمكن في ظل نظام مختلف استعادة العلاقات الودية التي كانت سائدة في الماضي».
في هذه الأثناء، من المزمع أن يبدأ نتنياهو اليوم الثلاثاء أول جولة له في أوروبا خلال ولايته، يتوقع أن يحضّ روما وباريس خلالها على تشديد العقوبات على إيران بشأن ملفّها النووي. وبحسب برنامج الزيارة، يصل نتنياهو اليوم الثلاثاء إلى إيطاليا، قبل أن ينتقل الأربعاء والخميس إلى فرنسا، حيث سيجري محادثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي ويجتمع مع الموفد الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل.
وقال مسؤول في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، طلب عدم كشف اسمه، لوكالة «فرانس برس»، «إن رئيس الحكومة يعتزم قبل أي شيء بحث الملف الإيراني». وتابع إنه «في ظلّ ما يجري حالياً في إيران، لم يعد الكلام والإدانات الشفوية كافية، على العالم أن يتخذ قراراً باعتماد تدابير أكثر تشدداً لمنع النظام الإيراني من امتلاك السلاح النووي».
وفي ضوء كثرة التعليقات التي يدلي بها المسؤولون الإسرائيليون إزاء مجريات الأحداث في إيران، برزت أصوات تنتقد هذه الظاهرة وتدعو إلى الكف عنها. وطالب رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هانغبي، قادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بالتواضع في ما يتعلق بالتقديرات التي يتنبّأون من خلالها بمستقبل التظاهرات والاحتجاجات الجارية في إيران على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية.
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن هانغبي قوله إنه «لا يوجد في إسرائيل أو في العالم كله جهة استخبارية قادرة على تنبّؤ تطور الدراما الإيرانية بصورة مهنية. وكل ما يمكن فعله هو رسم سلسلة سيناريوات محتملة وتحليل احتمالات تحققها». وتابع «يجب أن ندرك أنه حتى النظام الإيراني نفسه لم يتوقع أن الاحتجاجات في أعقاب الانتخابات ستكون بهذا الحجم الواسع، وليس لدى القيادة الإيرانية حتى الآن طريقة نافعة للتأثير على الأحداث بصورة تضمن نهايتها الأكيدة».
ودعا رئيس الموساد الأسبق، داني ياتوم، إلى التمييز بين نوعين من التقديرات المعاكسة. ورأى «الأمر الطبيعي أن يصرح أشخاص تولّوا في الماضي مناصب في أجهزة الاستخبارات والأمن ويحاولوا تقدير تطور الوضع في إيران». وأضاف «لكن رغم ذلك، فإني أعتقد أنه ليس صائباً أن تتعالى أصوات أشخاص رسميين ومهنيين يتولون اليوم مناصب في أجهزة الاستخبارات، فهذه الأصوات تزوّد معلومات لا حاجة إلى تزويدها، وبإمكانها أن تؤثر على سلوك القيادة في إيران وإدخال الجمهور الإسرائيلي في حالة ارتباك».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)