بدأ الخناق يضيق حول الحكومة الحالية في الصومال مع اقتراب المعارضة الإسلامية من القصر الرئاسي، ومع تواتر بعض الأخبار عن دخول قوات إثيوبية قد تكون الأمل الأخير لحكم شريف الشيخ أحمد، الذي طرد من مقديشو في الـ 2006 على أيدي هذه القوات
القاهرة ــ الأخبار
أعلنت مصادر غربية وعربية معنية بالوضع الصومالي أمس أن اقتراب المتمردين الإسلاميين على بعد أقل من كيلومترين فقط من المقر الرئاسي في العاصمة الصومالية مقديشو، يطرح تساؤلات عن مدى قوة وكفاءة القوات الحكومية الموالية للرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد.
ورأى مصدر عربي أنه «ليس هناك جيش ولا تنظيم ولا خطط، الأمور في طريقها إلى الانهيار التام إذا استمرت السلطة الانتقالية في إدارة شؤونها على هذا النحو، يكفي أن وزير الدفاع (محمد عبدي غاندي) دارس للأدب الفرنسي». وأضاف: «على عكس الحكومة وجنودها، لدى المتمردين نظام أمني وإداري فعال، الجنود يتلقون رواتبهم بانتظام، وهم يسعون إلى الوصول إلى الحكم والاستيلاء على السلطة، بينما الحكومة ليس لديها قضية تحارب من أجلها».
في المقابل، وصف مسؤول صومالي رفيع المستوى لـ«الأخبار» من مقديشو الوضع في المدينة بأنه خطير للغاية، وقال «إن ترويكا السلطة الانتقالية (الرئيس والحكومة والبرلمان)، تواجه بالفعل خطر الانهيار في أي لحظة». وأضاف: «إنهم يتقدمون نحو المقر الرئاسي، قد يشنون هجوماً في أي لحظة، ما لم نحصل على مساعدات عسكرية من الخارج فوراً، فإن مستقبل السلطة الانتقالية في خطر داهم». وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «إن ميليشيات الحزب الإسلامي وحركة الشباب اقتربت من القصر الرئاسي من أربع زوايا مختلفة وسيطرت على مقر كان يستخدمه البرلمان في شمال مقديشو». وأضاف أن الشيخ شريف يعكف على إجراء اتصالات هاتفية عاجلة مع بعض قادة الدول العربية والأفريقية لطلب دعمها.
من جهة ثانية، قالت مصادر صومالية من مدينة مقديشو إن القوات الإثيوبية تقدمت بالفعل باتجاه مدينة بلدوين وسط الصومال في طريقها إلى مدينة جوهر التي تقع على بعد نحو 90 كيلومتراً من العاصمة.
وكشفت المصادر عن أن ضابطين كبيرين في الجيش الإثيوبي قُتلا قبل يومين في حادث التفجير الانتحاري الذي وقع في فندق في مدينة بلدوين وأدى إلى مصرع وزير الأمن الصومالي عدن حاجي، وعدد من المسؤولين الحكوميين والعسكريين. ونفت الحكومتان الإثيوبية والصومالية بالإضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الصومال، أحمد ولد عبد الله، أخيراً هذه الأخبار.
وأثارت تصريحات رئيس البرلمان، عدن مادوبي، لغطاً حول حقيقة ما يواجه السلطة الانتقالية، ومدى قانونية طلبه الحصول على دعم عسكري من الخارج في ظل حقيقة أن ما لا يقل عن 200 عضو في البرلمان يقيمون حالياً في العاصمة الكينية نيروبي، وهو ما يعني ـــــ وفقاً لمصادر صومالية ـــــ عدم إمكان توافر النصاب القانوني لعقد أي اجتماع للبرلمان حالياً.
وبدا أن طلب مادوبي يأتي على خلفية خلافات بينه وبين الشيخ شريف ورئيس وزرائه عمر عبد الرشيد شارمارك، حيث كشف مسؤول صومالي النقاب عن أن مادوبي سعى إلى مغادرة العاصمة الصومالية في هذه الظروف، لكن الشيخ شريف وشارامارك رفضا طلبه على أساس أنه يوجه رسالة خاطئة للمجتمع الدولي وللشعب الصومالي بأن السلطة الانتقالية في طريقها إلى الانهيار.
من جهته، قال مبعوث الجامعة العربية لدى الصومال السفير إبراهيم الشويمي، لـ«الأخبار»، إنه يتوقع مسارعة من وصفهم أصدقاء الصومال بتقديم المساعدة على وقف الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد للوصول إلى المصالحة، مشيراً إلى أنها هي الوسيلة الوحيدة لبناء صومال جديد.