نيويورك ــ نزار عبوددعا منسق عملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الاستفادة من المناخ الدولي الداعم للسلام، مبدياً تفاؤله الحذر من خطاب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، على قاعدة أنّ العبرة تبقى في التنفيذ. ورأى أنّ هناك فرصة دولية سانحة للسلام، مبدياً تحفظه على مواقف الحكومة الإسرائيلية وممارساتها.
وقال سري إنّ “العمل لا يزال منحصراً في إيجاد الإطار الدولي للسلام كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية”. وناشد إسرائيل والفلسطينيين، في جلسة استمع فيها مجلس الأمن الدولي لمطالعته الشهرية عن الحالة في الشرق الأوسط، «تقويم الفرصة المتاحة لهم بعناية بما يخدم شعبيهما».
وشدد منسق عملية السلام على ضرورة أن يلتزم الطرفان بحل الدولتين عن طريق التفاوض السلمي، وتنفيذ خريطة الطريق، وما وصفه بـ «تغيير الآليات في غزة». وأشار إلى أن المناخ الدولي الحالي الداعم للسلام فرصة تاريخية «أقوى من أي وقت مضى، ويضمن تطبيق الالتزامات».
ورأى سري في خطاب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي ألقاه في 14 حزيران الجاري، «خطوة إلى الأمام قياساً بمواقف الحكومة الحالية السابقة»، لكنّ «العبرة في ما يجري تنفيذه»، مؤكداً أنّ موقف الأمم المتحدة يبقى داعماً لمشاريع السلام، بما في ذلك تأييد عقد مؤتمر دولي في موسكو هذا العام.
وفي مسألة المستوطنات، اتهم سيري إسرائيل بتجاهل القرارات والنداءات الدولية. وقال إنها واصلت خلال الشهر الماضي بناء المستوطنات في الضفة «مما يثير قلقاً بالغاً». وتحدث عن تصاعد أعمال العنف من جانب المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة. وأشار أيضاً إلى صدور 4500 قرار بهدم منازل فلسطينية في الضفة الغربية، منتقداً «عدم تطبيق القانون بما يكفي لوقف أعمال المستوطنين العنفية».
وتطرق سيري إلى حال الانقسام الفلسطيني وإلى الاشتباكات التي جرت بين السلطة وحركة «حماس». كما تناول الوضع المالي الصعب للسلطة الفلسطينية، مناشداً الدول التي تعهدت في اجتماعات لجنة «أوسلو» التي عقدت في 8 حزيران الإسراع إلى الإيفاء بتعهداتها.
وتطرق سيري إلى تعيين مفاوض إسرائيلي جديد لتبادل الأسرى، وإلى الجهود المصرية المستمرة لتنسيق العملية. وقال إنّ «حماس» أعربت عن استعدادها دوماً للتفاوض من أجل الإفراج عن أكثر من 11 ألف موقوف في السجون الإسرائيلية مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وبشأن الوضع الإنساني المتفاقم في غزة، انتقد سيري استمرار إقفال المعابر وتقلص عدد الشاحنات التي تنقل المواد المعيشية الأساسية إلى القطاع إلى 70 يومياً مقابل 392 كانت تعبر يومياً في أيار 2007. وقال إن منع وصول مواد البناء «غير مقبول بتاتاً». وأشار إلى أنّ الأمين العام للأمم المتحدة بحث مع إيهود باراك اقتراحاً بتحريك عجلة الإعمار في غزة من خلال فتح المعابر من أجل السماح لخطة الأمم المتحدة بإعادة بناء المساكن والمدارس والمستشفيات المتوقفة منذ عامين. وأضاف إنّ الأمم المتحدة لا تزال تنتظر موافقة إسرائيل.
وبشأن التحقيق الدولي في جرائم الحرب التي ارتُكبت في غزة، أعرب سيري عن أسفه لعدم تعاون إسرائيل مع لجنة القاضي ريتشارد غولدستون.
أمّا في ما يتعلق بالوضع في لبنان فرحب سيري بإجراء انتخابات «حرة ونزيهة»، وبالتعاون بين لبنان وسوريا على الصعيد الدبلوماسي، مكتفياً بالإشارة إلى توقيف أفراد شبكات «بزعم أنهم كانوا يتجسسون لحساب إسرائيل» من دون أي تعليق.