بعد استنفاد وسائل عديدة من الضغط الدولي على طهران لثنيها عن مواصلة برنامجها النووي، بدأ الأميركيون يفكرّون في محاربة إيران بسلاح النفط، إذ أعلن أمس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جون كيري، أن «خير سبيل تمارس الولايات المتحدة من خلاله ضغوطاً على حكومة إيران هو العمل على خفض أسعار النفط».وقال كيري، في مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء، إن «تبادل التصريحات الحادة مع إيران بسبب قمعها للاحتجاجات لن يكون فعالاً». واقترح «خفض أسعار النفط من خلال ضمان أن نكون أكثر استقلالاً في مجال الطاقة، وأن تكون لدينا سياسة أقوى في ما يتعلق بالطاقة، لأن إيران ستكون في مأزق خطير إذا انخفض سعر النفط دون 50 دولاراً (للبرميل) مع ميله إلى مزيد من الهبوط». ويلقى الاقتراح مساندة من نحو 60 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ المئة.
من جهة ثانية، سحبت الولايات المتحدة دعواتها التي كانت قد وجّهتها إلى دبلوماسيين إيرانيين للمشاركة في احتفالات العيد الوطني في الرابع من تموز. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، روبرت غيبس، «نظراً إلى التطورات التي حصلت خلال الأيام الماضية، فإن هذه الدعوات لم تعد قائمة».
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، «للأسف، الظروف تغيرت ومشاركة الدبلوماسيين الإيرانيين لم تعد مناسبة في ضوء الأعمال الجائرة (في إيران) التي أدانها الرئيس (باراك أوباما) وأنا شخصياً».
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، «أعتقد أنه في الحقيقة، هناك أزمة ثقة بين الحكومة الإيرانية وشعبها»، مشيراً في حديث إلى شبكة «سكاي نيوز» إلى أن «لا أحد يسعى إلى تغيير النظام في إيران من العالم الخارجي، والشعب الإيراني هو الذي يختار حكومته».
وفي مدريد، دعا مجلس النواب الإسباني، في بيان رسمي، السلطات الإيرانية إلى «الإفراج فوراً عن المعارضين المعتقلين والكف عن قمع المدنيين والتوقف عن تحميل الدول الأجنبية مسؤولية مشاكله الداخلية».
بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إن المؤتمر الدولي حول أفغانستان وباكستان سيتبنّى موقفاً صارماً وصريحاً إزاء ما يجري في إيران. ونقلت وكالة أنباء «آكي» عن فراتيني قوله، لدى وصوله إلى تريستي للمشاركة في المؤتمر الذي بدأ أعماله أمس، إن هناك موقفاً موحداً من المشاركين في المؤتمر. وأضاف إنه سيناقش مع زملائه «في مجموعة الثماني حالة إيران وسنتبنّى موقفاً أعتقد أنه سيكون صارماً وصريحاً أمام العالم».
في المقابل، اتهم الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، بالوقوف وراء الاضطرابات الأخيرة في إيران، مُجدداً دعمه للرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال إن «المواطنين (الإيرانيين) نزلوا إلى الشوارع وقد قتل البعض منهم، هناك قنّاصون. كل هذه الأحداث تقف وراءها وكالة الاستخبارات المركزية واليد الإمبريالية للدول الأوروبية والولايات المتحدة».
(رويترز، أ ف ب، مهر)