h1>خطيب الجمعة مع إعدام «مثيري الشغب»... ورضائي ماضٍ في الدفاع عن «شكاوى الناس»تتجه الأوضاع السياسية المتأزمة في إيران إلى التهدئة، في ظلّ تأليف لجنة خاصة لإعداد تقرير عمّا جرى. لكن، بدلاً من السعي إلى امتصاص نقمة الجمهور، كانت دعوة خطيب جمعة طهران، أحمد خاتمي، حازمة باعتبار مثيري الشغب «محاربين ضد الله»
أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني، عباس علي كدخدائي، أن المجلس قرّر تأليف لجنة خاصة تضمّ شخصيات سياسية وممثلين عن المرشحين المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية، لإعداد تقرير عن هذه الانتخابات، فيما دعا خطيب جمعة طهران إلى معاقبة «مثيري الشغب» من دون رحمة، معتبراً أن عقابهم هو عقاب «محاربي الله» أي الإعدام.
وقال عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية، السيد أحمد خاتمي، في خطبة الجمعة في طهران، «أريد من القضاء أن يعاقب مثيري الشغب البارزين بحزم ومن دون أي رحمة ليلقّن الجميع درساً». وشدد أن على القضاة أن يحكموا على «مثيري الشغب.. بحد المحارب» (من يحارب الله).. وبموجب الشريعة الإسلامية المطبقة في إيران عقاب من يدان بأنه محارب هو الإعدام.
وأضاف خاتمي أن ندى آغا سلطاني، الشابة التي سقطت في المواجهات السبت الماضي، «قتلت بأيدي مثيري الشغب أنفسهم لأهداف دعائية. من مشاهدة الشريط يستطيع أي عاقل فهم أن مثيري الشغب هم الذين قتلوها».
من جهة ثانية، نقلت وكالة الأنباء الطلابية (إسنا) عن كدخدائي قوله «إن مجلس صيانة الدستور قرّر تأليف لجنة خاصة بمشاركة شخصيات سياسية وممثلين عن المرشحين الاثنين (مير حسين موسوي ومهدي كروبي)، المعترضين، لإعداد تقرير عن سير العملية الانتخابية» في 12 حزيران. وأضاف أنه «ستتم إعادة فرز 10 في المئة من البطاقات، بحضور أعضاء اللجنة التي سيتم نشر تقريرها على الرأي العام»، موضحاً أن «إعادة الفرز ستجرى بحضور وسائل الإعلام». وأشار إلى أن من بين الشخصيات السياسية المكونة للجنة وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي، ورئيس البرلمان السابق غلام علي حداد عادل.
وكان كدخدائي قد ذكر أن «المجلس أوشك على الانتهاء من مراجعة شكاوى المرشحين الخاسرين. وأظهرت المراجعات أن هذه الانتخابات كانت الأكثر نزاهة منذ الثورة. ولم تحدث فيها مخالفات كبرى».
وسبق للمجلس أن رفض طلباً قدّمه موسوي، الذي جاء في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية، بإبطال نتيجة الانتخابات.
وفي السياق، أعلن المرشح الخاسر، محسن رضائي، أنه سيواصل الدفاع عن «شكاوى الناس»، حسبما أورد موقع «تبناك» على الإنترنت. وقال رضائي، الذي حلّ ثالثاً في الانتخابات الرئاسية، لكنّه سحب شكوى تقدم بها إلى مجلس صيانة الدستور بشأن «مخالفات» تضمّنتها الانتخابات، «تخليت عن الشكوى الشخصية في ما يتعلق بالانتخابات، لكن هذا لا يعني أنني تخلّيت عن التحرك دفاعاً عن شكاوى الناس ولإصلاح الضرر الذي لحق بالنظام الإسلامي». وأضاف «سأواصل التحرك ضد الظلم الذي يرتكب بحق الشعب والنظام الإسلامي في هذه الفترة».
وتابع رضائي «لقد تمّ التعرّض إلى أملاك الناس وحياتهم وإلى صدقيّة الجمهورية الإسلامية في الأسابيع الماضية، الأمر الذي هو أهمّ من الانتخابات. ويتحتّم التحرك لوقف ذلك»، داعياً إلى «التخلّي عن المصالح الشخصية للدفاع عن مصالح الشعب والنظام» الإسلامي.
في هذه الأثناء، شهدت طهران وبعض المدن الإيرانية يوماً هادئاً آخر، إذ اقتصرت الاحتجاجات ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، على استمرار صيحات التكبير في أحياء العاصمة، فيما أطلق أنصار موسوي آلاف البالونات في سماء طهران، وكتب عليها «ندى. ستبقين دائماً في قلوبنا» في تذكار للشابة ندى سلطاني التي قتلت الأسبوع الماضي وتحولت رمزاً للاحتجاجات.
كذلك، قامت مجموعات صغيرة، بحلول اليوم التقليدي لزيارة المقابر، بوضع شموع على ضريح سلطاني.
وفي السياق، ادعت صحيفة «تايمز» البريطانية أن الشخص الذي ظهر في أفلام الفيديو على الإنترنت وهو يساعد ندى، هو طبيب إيراني يعيش في بريطانيا كان في زيارة عمل لإيران وفر الآن من البلاد. وقال الدكتور اراش حجازي، لـ«تايمز» في حديث روى فيه اللحظات الأخيرة للفتاة الإيرانية، وهي ترقد وسط الطريق والدماء تنزف من جسدها، «شعرت كأنها تريد أن تطرح سؤالاً. لماذا؟»
وأضاف حجازي «كانت مجرد شخص في الشارع يقف ضد الظلم الواقع في بلادها، ولهذا السبب قتلت»، مدّعياً بأن ندى (26 عاماً)، التي كانت تدرس الموسيقى، قتلت بأيدي الميليشيات الحكومية «الباسيج».
وذكر حجازي (38 عاماً) أنه فرّ من إيران بعد نشر الشريط المصوّر على مواقع الإنترنت في شتى أنحاء العالم «خوفاً من تعرّض حياته للخطر لأنه شوهد مع الفتاة الضحيّة».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)