بول الأشقراعتقلت فرق كوماندوس من الجيش الهوندوري، أمس، الرئيس مانويل زيلايا من منزله ونقلته إلى مكان مجهول، ليعود زيلايا ويعلن من كوستاريكا، حيث اقتيد بالقوة، أنه كان ضحية عملية «خطف» و«انقلاب». وقال الرئيس الهوندوري لشبكة التلفزيون الأميركية اللاتينية «تيليسور»، «إنني في كوستاريكا. لقد تعرّضت للخطف من قبل عسكريين من هندوراس، لقد خدعني العسكريون». وطلب من نظيره الأميركي باراك أوباما توضيح «ما إذا كان يقف وراء عملية الخطف»، مشيراً إلى أنه «إذا لم تدعم واشنطن هذا الانقلاب يمكنها منع هذا الهجوم على شعبنا وعلى الديموقراطية».
بدوره، طالب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أوباما «بالتحرك من دون تأخير لئلا يبدو متواطئاً مع ما حدث». وهدّد بالتدخل العسكري إذا تعرّض السفير الفنزويلي للأذى، بعد أنباء عن قيام الجيش باعتقاله مع سفير كوبا.
في المقابل، قال مصدر في قيادة القوات المسلحة إنّ الجيش «نفّذ المهمة بأمر من محاكم الجمهورية لمخالفته قراراً قضائياً». وقالت زوجة الرئيس إنّ الاعتقال «كان عنيفاً» بعدما جُرّد الحرس الجمهوري من أسلحته، وقطع التيار الكهربائي والمواصلات عن العاصمة تيغوسيكالبا، وأقفل التلفزيون الحكومي، فيما بدأ أنصار زيلايا يتجمعون في الشارع مطالبين بالإفراج عنه. وتمثّل عملية الاعتقال هذه تطوراً دراماتيكياً في المأزق المؤسساتي الذي وصلت إليه هوندوراس خلال الأيام الأخيرة. وكان الرئيس الهوندوري ينوي تنظيم استفتاء شعبي، يحمل اسم «الصندوق الرابع»، لسؤال الناخبين إذا كانوا موافقين على أن تتضمن الانتخابات في بداية السنة المقبلة صندوقاً رابعاً إلى جانب صناديق انتخاب الرئيس والنواب ورؤساء البلديات لانتخاب أعضاء مجلس تأسيسي، أي لتعديل الدستور.
استفتاء اعتبره مجلس القضاء الأعلى «غير شرعي لمخالفته بعض مواد الدستور». وقد تسّلح قائد الجيش بقرار المحكمة لرفض الانصياع لطلب الرئيس، الذي طلب منه المساهمة في تنظيم الاستفتاء، فأقاله الرئيس ورفض طلب مجلس القضاء الذي أمره بإعادته إلى منصبه. وهدد المجلس بدوره بإقالة الرئيس الخميس الماضي، فيما نزل الجيش إلى الشوارع للضغط على زيلايا، الذي ذهب بنفسه إلى ثكنة عسكرية حيث استولى على المواد الانتخابية المخصصة لتنظيم استفتاء.
وبحلول نهار الجمعة، بدأ يخف التوتر عندما أطلّ زيلايا «هادئاً»، معلناً أنّ البلد تخطّت الأزمة المؤسساتية بمساعدة دول شقيقة، متجاوزاً «خطأ قائد الجيش»، ومضيفاً أنه «مستعد كمسيحي لمسامحته».
إلا أنّ المعارضة أبت إلا أن تصعّد الموقف، واتهم مطران العاصمة الرئيس زيلايا بأنه «شيطان متستّر ببزة شماس». وأجمعت الصحف وتجمعات أرباب العمل على أن زيلايا ينوي التجديد في الانتخابات المقبلة، وأنه صار «دمية» بيد تشافيز.