باريس ــ بسّام الطيارةبالتزامن مع إفادة مصادر مقرّبة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، على ضرورة موافقة إسرائيل على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين تطالب بهم حركة «حماس» من أجل الوصول إلى حل لإطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط، ضمن «صفقة متوازنة»، خرج وزير الخارجية برنار كوشنير بـ«تصريح التفافي»، حسبما وصفه مصدر دبلوماسي عربي، بعيد جداً عن المقاربة السياسية.
وقد تعجّب المراقبون من «اللغة الوجدانية» التي صيغ بها البيان، إذ كرر فيه كوشنير أربع مرات أن «شاليط في الأسر منذ ثلاث سنوات» من دون أي إشارة إلى أنه على قيد الحياة. ولاحظ مراقبون أن كوشنير يتناول للمرة الأولى قضية شاليط من منطلق القانون الدولي، عبر الإشارة إلى «عدم السماح له بالحصول على زيارات من أهله ومنع المنظمات الإنسانية من الاطلاع على أوضاعه». ويرى البعض أن كوشنير عبّر بهذا البيان عن أن إمكان إطلاق شاليط بات في الأفق، ضمن صفقة تشارك فيها «حماس» مباشرة، في إطار «حل أوسع لمسألة حصار غزة».
وترى مصادر الإليزيه أن ساركوزي يعتبر إطلاق سراح شاليط من «مفاتيح تحريك ملف غزة» كمدخل لتغيير الوضع في المنطقة والانطلاق نحو مفاوضات جدية. وترى المصادر أن ساركوزي «نبّه نتنياهو» إلى أنه لا حل من دون إطلاق سراح «عدد كاف» من الأسرى الفلسطينيين «النوعيين»، في إشارة إلى من ترفض إسرائيل إطلاق سراحهم. إلا أن هذه المصادر أكدت «تمنّع بيبي عن أي وعد»، وخصوصاً في ما يتعلق ببعض الأسماء التي تشدد عليها «حماس»، رغم التأكيد أن ساركوزي ونتنياهو «لم يدخلا في تفاصيل الأسماء».
وتطابقت أقوال المصادر الفرنسية مع ما ذكرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية من أن ساركوزي اقترح على نتنياهو، خلال لقائهما في باريس، المساعدة في إنهاء تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس» ـــــ كما فعل خلال ولاية رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت ـــــ من خلال حثّ سوريا وقطر على الضغط على «حماس» لتسريع التبادل أو الحصول على إشارة تؤكد وجود شاليط على قيد الحياة، انطلاقاً من اقتناع ساركوزي بأن نتنياهو «سيكون ملزماً بإطلاق سراح أسرى، وإلا فإنه لن تنفّذ الصفقة».
من جهةٍ ثانية، تؤكد مصادر دبلوماسية فرنسية «الفصل التام» بين ملف شاليط والحديث عن وقف الاستيطان ووجوب التركيز على «تطور تفهّم تل أبيب» للمواقف الفرنسية. وفي السياق، قال كوشنير إنه لمس شخصياً «تطوّر نتنياهو باتجاه تفهّم المواقف الأميركية والأوروبية بشأن مسألة المستوطنات»، رغم اتفاق الجميع على أن «نتنياهو وجد نفسه في عزلة في موضوع الاستيطان» الذي لا يزال يرفض وقفه بالكامل.