مني الزوجان كيرشنير، أول من أمس، بهزيمة نكراء في الانتخابات النصفية، التي جددت نصف مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ، ما سيجعل القسم الباقي من ولاية الرئيسة كريستينا «بطة عرجاء»، إضافة إلى خسارة لائحة زوجها الرئيس السابق نيستور كيرشنير، في محافظة بوينس آيرس، أكبر دائرة انتخابية ومعقلهما التقليدي، أمام منشق من البيرونية تحالف مع اليمين.وأتى القرار الشعبي في الانتخابات النصفية من دون لبس، لتفقد الرئيسة كريستينا كيرشنير أكثريتها في مجلس النواب، إذ خسرت كتلتها وحلفاؤها 22 مقعداً، وكذلك في مجلس الشيوخ حيث خسرت 4 مقاعد. وكانت الرئيسة كيرشنير قد قدّمت موعد الانتخابات أربعة أشهر وأنزلت إلى المعترك أبرز رموز أكثريتها، وفي مقدمهم زوجها نيستور، في محاولة لتقليص حجم الهزيمة.
وفي تفاصيل النتائج، حافظ اليمين على العاصمة بسهولة، فيما حلّ ثانياً المخرج اليساري فرناندو سولاناس. وفي ولاية بوينس آيرس، فاز المليونير البيروني دي نارفايز، المدعوم من اليمين، متغلّباً على لائحة الرئيس كيرشنير ومحافظ الولاية دانيل سكيولي. وفي محافظة ميندوزا، فازت لائحة نائب الرئيس الراديكالي خوليو كوبوس، الذي كان قد طعن الزوجين كيرشنير في الظهر عندما أسقط بصوته المشروع الحكومي في مجلس الشيوخ، فارضاً التراجع في الخلاف مع القطاع الزراعي. وفي محافظة سانتا في، فاز سائق الفورمولا وان، البيروني روتمان، أحد خصوم آل كيرشنير في الحزب.
وحققت لوائح الكيرشنيرية، التي خاضت الانتخابات على أنها «خيار بين نموذجين»، نتائج مزرية في كل المدن الكبرى وحافظت على مواقعها في بعض المناطق البعيدة، في ما اعتبره المراقبون استفتاءً «ليس على النموذج بل على الحكومة».
وفي السنتين الباقيتين، ستجبر الصيغة الأكثر يسارية للبيرونية الزوجين كيرشنير على القيام بما لم يفعلاه خلال السنوات الست الماضية، أي الاستماع إلى مطالب النواب والتفاوض معهم. إنه درب مرّ لمن كان له الفضل في إخراج الأرجنتين من الهوة الاقتصادية التي وقعت فيها، ولكنه الطريق الوحيد لتحسين صورة الرئيسة خلال السنتين الباقيتين وتوفير خروج لائق لها من السلطة.
إضافة إلى الأكثرية البرلمانية، خسر آل كيرشنير إمكان التأثير في رئاسيات عام 2011 التي مثّلت هذه الانتخابات مسوّدة أخيرة لها، وترسخت حظوظ ثلاثة من خصومهم: كارلوس روتمان كمرشح محتمل وحيد للبيرونيين، ونائب الرئيس خوليو كوبوس كمرشح محتمل للراديكاليين، وكذلك رئيس بلدية العاصمة اليميني مورسيو ماكري.
(ب. أ)