اتهامات لممثّلي موسوي بـ«المماطلة»... وإطلاق 5 من معتقلي السفارة البريطانيّة لم تُظهر عمليات إعادة الفرز الجزئية «العشوائية» للأصوات في الانتخابات الرئاسية الايرانية، أي تغيير في الأرقام الأصلية، إذ قرر مجلس صيانة الدستور تثبيت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجادأعلن رئيس مجلس صيانة الدستور الايراني، آية الله أحمد جنتي، فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد، بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 حزيران الحالي، وذلك في رسالة بعث بها الى وزير الداخلية صادق محصولي، حسبما ذكر التلفزيون الايراني الرسمي.
وتحدّث شهود عيان عن انتشار كثيف للشرطة في بعض ميادين طهران قبل الاعلان أمس عن نتيجة إعادة الفرز، خوفاً من تجدد المواجهات بين أنصار المعارضة والشرطة.
وأفادت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن تعداد الأصوات بدأ أمس في مدن كرج (شمال) وكرمان (جنوب) ونهبندان (شرق) وسربيشه (شرق) وباب السار (شمال). وأضافت أن «النتائج لم تتغير، فيما أعلن مجلس الصيانة، تكراراً منذ 12 حزيران، أن إعادة انتخاب نجاد مفروغ منها».
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، عباس علي كدخدائي، أن الاجتماع بين اللجنة الخاصة لإعادة فرز الأصوات جزئياً وبين ممثلي المرشح الخاسر، مير حسين موسوي، لم ينجح في إيجاد حل للأزمة.
وقال كدخدائي، للتلفزيون الرسمي الايراني، إنه «بسبب مماطلة ممثلي مير حسين موسوي ونظراً الى أن الاجتماع المشترك لم يفض الى نتيجة، صدر أمر بإعادة فرز 10 في المئة من الأصوات عبر البلاد أمام عدسات التلفزيون الإيراني».
وفي السياق، نقلت محطة «برس تي في» الإيرانية عن قائد «الباسيج»، حجة الإسلام حسين تائب، أن أعمال الشغب الأخيرة، أدت إلى مقتل 8 من «الباسيج» وجرح 300 آخرين. ونفى الاتهامات التي وجهت إلى «الباسيج» بقتل وجرح عدد من المتظاهرين، الذين احتجوا على نتائج الانتخابات. وقال إن عناصر «الباسيج» غير مخوّلين حمل السلاح. وكشف أن قوات الأمن اعتقلت عدداً من «المسلحين ارتدوا زيّ قوات التعبئة الشعبية الإيرانية الباسيج والشرطة»، خلال الاضطرابات الأخيرة.
كذلك أكد قائد شرطة طهران، عزيز الله رجب زاده، أن لا دور للشرطة في إطلاق النار خلال التظاهرات. وقال إن «عناصر الشرطة غير مخوّلين إطلاق النار على الناس. لقد تدّربوا لاستخدام وسائل منع الشغب للحفاظ على سلامة الناس».
من جهة ثانية، أعلنت السلطات الإيرانية إخلاء سبيل خمسة من أصل تسعة موظفين محليين يعملون في السفارة البريطانية لدى طهران، كانت قد اعتقلتهم السبت الماضي، على خلفية التظاهرات التي شهدتها إيران.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، أنه «من بين تسعة أفراد أطلق سراح خمسة ويجري استجواب الباقين»، مشيراً الى أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، ونظيره الإيراني منوشهر متكي، تحادثا هاتفياً أول من أمس. وأكد قشقاوي أن طهران «ليست بصدد إغلاق أي من السفارات الأجنبية لديها. وليس مطروحاً في جدول أعمالها خفض العلاقات الدبلوماسية مع أي بلد بما فيها بريطانيا».
أمّا متكي، فأوضح من جهته، أن بلاده تعاملت مع قضية موظفي السفارة المحتجزين، على أساس القانون والعدالة. وأشار الى أن الذين يخرقون القانون يخضعون للمساءلة والتحقيق، داعياً بعض الدول الأوروبية الى «عدم التستر وراء اسم الاتحاد الاوروبي والكف عن التدخل في شؤون» بلاده.
ووصف متكي أسلوب تصرّف الاوروبيين تجاه الانتخابات الرئاسية الايرانية بأنه كان «خطأ كبيراً»، مضيفاً «قلنا مراراً لنظرائنا الأوروبيين خلال الأزمات المختلفة التي مرّت بها المنطقة، ألا يتخذوا مواقف غير عادلة، فعلى سبيل المثال عليهم الاعتراف بالمقاومة اللبنانية واحترام الشعب اللبناني».
في المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو في لندن، «نحن مستاؤون من اعتقال موظفين يعملون في السفارة البريطانية في طهران أخلي سبيل بعضهم لاحقاً، ونريد رؤية البقية أحراراً كي يتمكنوا من استئناف عملهم».
أمّا باروسو فقد حذّر من ردّ جماعي قوي يتخذه الاتحاد الأوروبي ضد السلطات الإيرانية رداً على «ممارساتها القمعية» ضد المتظاهرين.
كذلك، دانت وزيرة الخارجية الاميركية، هيلاري كلينتون، معاملة النظام الايراني «المشينة» لموظفي السفارة البريطانية، مؤكدة أنها تتابع هذه القضية «باهتمام كبير».
إلى ذلك، بدأت القوات البرية للجيش الإيراني أمس «مناورات علي بن أبي طالب»، التي تستمر ثلاثة أيام، مع نشر وحدات في منطقتي جنوب وجنوب غرب البلاد، على مساحة تبلغ 67 ألف كيلومتر مربع ضمن ثلاث محافظات.
وأوضح وكيل قائد القوات البرية، قائد المناورات العميد كيومرث حيدري، أنه ستنفذ خلالها «تكتيكات حربية جديدة وأساليب قتال المستقبل بسيناريوهات متعددة، وفق خطط وضعها وتوقعها قادة وضباط مقر القيادة في مختلف مراتبهم وعبر الاستفادة من التجهيزات الحديثة والمتطورة لإدارة الحرب».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر)

(مهر)