«صيانة الدستور» يؤكّد إغلاق «ملف الانتخابات»... وموسوي يتمسّك برفض النتائجبتأكيد طهران إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، بدا النزاع الداخلي منتهياً، ما يجعل الخيارات معدومة أمام المعارضين الذين رفضوا هذه النتيجة. لكن الرئيس على ما يبدو، ماضٍ في تحدّي «الاستكبار العالمي»
أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني، عباس علي كدخدائي، أمس، أن محمود أحمدي نجاد هو المرشح الفائز في انتخابات 12 حزيران، مشيراً إلى بيان مجلس صيانة الدستور الذي «صدر عندما أصبح مقتنعاً بدقة الانتخابات». وأضاف إنه «لم تُكتشف أيّ مخالفات. أُغلق اليوم ملف الانتخابات». وقال رئيس مجلس الصيانة، آية الله أحمد جنتي، «في ما يتعلق بالنتائج النهائية للانتخابات، نقول إنه بعد تلقّي الاعتراضات بشأن العملية الانتخابية خلال الوقت الذي خصصه القانون (10 أيام)، وبعد تمديد خمسة أيام أخرى، وبعد تحقيق دقيق وشامل، نؤكد النتائج». وأضاف إن «غالبية الاعتراضات لم تُثبت وجود انتهاكات أو تزوير، ولم تكن سوى مخالفات طفيفة. وبالتالي فإنها ليست ذات أهمية، ولم يكن هناك مبرّر للاعتراضات». وبحسب النتائج الرسمية، فإن نجاد فاز بغالبية 63 في المئة من الأصوات في مقابل 34 في المئة للمرشح الاصلاحي مير حسين موسوي.
في المقابل، كرّر بيان نُشر على موقع موسوي على الإنترنت أمس، خطابه الذي كتبه إلى مجلس الصيانة السبت الماضي، والذي طلب فيه إلغاء الانتخابات. وقال مكتب العلاقات العامة لموسوي «ننفي (تصريحات) المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور. ونشدّد على أن موقف مير حسين موسوي يبقى الوارد في رسالته بتاريخ 27 حزيرن إلى المجلس».
وطالب موسوي في رسالته هذه بتأليف لجنة مستقلة للنظر في مجمل العملية الانتخابية، التي طعن في شرعيتها مع المرشحين الآخرين، مهدي كروبي ومحسن رضائي. وإذا لم يجرِ ذلك، دعا إلى إلغاء نتيجة الانتخابات، وتنظيم انتخابات رئاسية أخرى.
وفي السياق، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس»، نقلاً عن «شهود إيرانيين»، أن السلطات منعت المؤسسات الإعلامية الدولية من تغطية ما يجري في الشارع الإيراني، وأمرت الصحافيين بالبقاء في مكاتبهم. وأشارت إلى أن مؤيدي الرئيس الإيراني احتفلوا بعد صدور بيان مجلس صيانة الدستور الذي أكد فوز نجاد.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الإيطالي، سلفيو برلوسكوني، الذي سيرأس قمة مجموعة الثماني بين 8 تموز و10 منه، إن «إيران ستكون الموضوع الأول الذي سنتطرق إليه».
ورداً على صحافي سأله عن عقوبات محتملة تفرضها مجموعة الثماني على طهران، أوضح «بحسب الاتصالات الهاتفية التي أجريتها مع قادة آخرين، أعتقد أننا نتجه صوب ما تشيرون إليه، أي العقوبات».
في المقابل، رحّبت منظمة المؤتمر الإسلامي بنتائج الانتخابات الرئاسية في إيران و«دانت التدخلات الأجنبية» في شؤونها. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن بياناً صدر في ختام اجتماعات اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في المنظمة، دعا الشعب الإيراني إلى الاتحاد وراء حكومته، معرباً عن «القلق» من الضغوط التي تمارس على إيران في المجال النووي.
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الإيراني أنه يريد «تحطيم هيمنة» القوى الكبرى. وقال، في تصريحه الأول بعد التأكيد الرسمي لإعادة انتخابه، «نحن نرغب في تفاعل مع باقي دول العالم، مرتكز على التغيير، وفي هذا السياق علينا أن نستخدم كل طاقاتنا لتدمير هيمنة قوى الاستكبار العالمي».
وأضاف نجاد، بعد زيارته لوزارة الاستخبارات الإيرانية، إن احتكار القوى الكبرى في المجالات العلمية والعسكرية يجب أن يتوقف أيضاً.
ويشارك الرئيس نجاد اليوم في قمة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي، التي تعقد في مدينة سرت في ليبيا برئاسة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وقالت وكالة «مهر» للأنباء إن نجاد سيلقي خطاباً أمام رؤساء الدول الأفارقة خلال هذه الزيارة التي تستمر يومين.
إلى ذلك، قالت السفارة الإيرانية لدى عمان إن التحقيقات التي أجرتها السلطات في إيران بمقتل الشابة ندا آغا سلطاني، «أثبتت أن الطلقة المستخدمة في قتلها لا تعود إلى أيّ سلاح من أسلحة القوات الإيرانية الأمنية والعسكرية، وأنها دخلت طهران من خارج الحدود، في إشارة ضمنية إلى أنها ذخيرة مهرّبة».
وقالت السفارة، في بيان وزعته على وسائل الإعلام، إنه جرى التعرّف إلى نوع السلاح والمسافة التي أطلق منها العيار الناري، وكذلك الأشخاص الذين كانوا موجودين في منطقة الحادث، مشيرة إلى أن «التحقيقات أكدت إصابة سلطاني برصاصة في مؤخّرة رأسها، وأنها قتلت في منطقة بعيدة كل البعد عن مكان التظاهرات».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر)