بول الأشقرأعلن الرئيس الهندوري المخلوع مانويل زيلايا «مايل»، أنه عائد غداً «بحماية المسيح والشعب» إلى بلده بعد تلبية دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للتكلم أمامها. وسيواكبه الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسيه ميجويل أنسولزا، «وكل الرؤساء المتضامنين بدعوة مني، لا للتدخل بشؤوننا الداخلية». وتابع: «جرى خطفي لحرمان الشعب الهندوري من إمكان التفكير بمستقبل أفضل».
وعرف يوم أول من أمس سيلاً من المواقف الدولية لم يخرقها أي استثناء للتنديد بما حصل، بدءاً من موقف قمة منظمة «ألبا»، التي قررت سحب سفرائها من هندوراس، فيما تحدث الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن قطع النفط «حتى عودة الرئيس الشرعي». وكرّت المواقف الصادرة تباعاً عن منظمة الدول الأميركية و«مركوسور» و«مجموعة ريو» و«المجموعة الأوروبية». وقال الرئيس باراك أوباما، خلال اجتماعه برئيس كولومبيا ألفارو أوريبي، إن «المناورة التي أدت إلى إقالة الرئيس زيلايا غير شرعية. وإنها لسابقة خطيرة إذا بدأنا العودة إلى الماضي الأسود بدلاً من الانتخابات». ولم يعرف حتى الآن إذا كان أوباما سيلتقي بزيلايا غداً.
ومن جهته، عاد روبيرتو ميتشليتي، الذي عينه المجلس محل زيلايا، ليؤكّد أن ما حدث في هندوراس «خلافة دستورية، ولا يحق لأوباما، فكيف بالأحرى لتشافيز، أن يهدد بلدنا». ورأى أن الهندوراس تعيش «أياماً طبيعية». إلا أن الأخبار والمشاهد الواردة من تيغوسكالبا ومن باقي مناطق البلد بدأت تعطي صورة مغايرة بالرغم من الرقابة. ووقعت اشتباكات متفرقة طوال النهار والليل في شوارع العاصمة تقدمتها مجموعات طلابية اصطدمت بقوى الأمن، كانت حصيلتها قتيلاً يعمل في قطاع المواصلات، وربما امرأة وطالباً، حسب بعض المصادر، وعشرات من الجرحى والمعتقلين. كذلك شوهدت صور عن تظاهرات احتجاج في المناطق. أخيراً، بحسب أستاذ التاريخ، النائب السابق خوان أنطونيو هرنانديز، «فإن الجيش كان الذراع التنفيذية لانقلاب خطط له في المجلس بدعم من قطاعات من أرباب العمل تسيطر على وسائل الإعلام». ويقول هرنانديز إن الاجتماعات العادية بين النواب وأرباب العمل تكثفت وصارت يومية في الأسابيع الأخيرة لمعالجة «معضلة زيلايا». وبدأ «الاستغراب» منذ سنتين عندما بدأ زيلايا، وهو ابن النظام، يتكلم عن سياسات موجهة إلى الفقراء، وقد بقيت «كلامية إلا في ما يخص رفع الحد الأدنى».
ويتابع هرنانديز أن الشرخ تعمق عندما انتسب زيلايا إلى منظمة «ألبا» من دون أن يحمل مطالب رجال الأعمال «المعتادين على رضوخ السياسيين لهم». وتحول التململ إلى ضوء أحمر عندما اقترح زيلايا القيام باستفتاء، وهي صلاحية محصورة دستورياً بمجلس النواب، الذي رأى أن زيلايا «تخطاه»، و«فاض الكيل» عند إقالة قائد الجيش.