خاص بالموقع | 11:05 PMيتوجّه البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الأردن نهاية الأسبوع الجاري، في بداية “رحلة حج” إلى الأراضي المقدّسة، سيرفع خلالها الصلوات من أجل “الوحدة والسلام” في المنطقة، على حد ما أعلن البابا نفسه.
وقال بنديكتوس السادس عشر “كما تعرفون، فإن هذه المنطقة، أرض ميلاد وقيامة ربنا، وهي أرض مقدسة للديانات الثلاث في العالم، كانت على مدى أكثر من ستين عاماً ضحية لأعمال عنف وللظلم. هذا الأمر أسهم في خلق مناخ عام من الارتياب والقلق والخوف، غالباً ما أدى إلى تأليب الجار على جاره والأخ على أخيه”. وأضاف “إنه سيخصص صلوات للفلسطينيين الذين تحمّلوا معاناة كبيرة”.
وتأتي الزيارة في ظل توتّر بين إسرائيل والفاتيكان، إذ أعربت تل أبيب أخيراً عن “صدمتها” من قرار البابا في نهاية كانون الثاني رفع الحرم الكنسي عن الأسقف ريتشارد ويليامسون، الذي أدلى بتصريحات أنكر فيها وجود غرف الغاز، كما أنها تعارض عزم الحبر الأعظم على إعلان طوباوية البابا بيوس الثاني عشر، الذي تتهمه إسرائيل بلزوم الصمت عن محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
من جهتها، تأسف الكنيسة للظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها المسيحيون، الذين يمثّلون 2 في المئة من سكان إسرائيل، ما يدفعهم إلى الهجرة، ويثير مخاوف من زوال الوجود الكاثوليكي مستقبلاً في هذه المنطقة، التي تعدّ مهد الديانة المسيحية. كما يود الفاتيكان أن يتمكن من الوصول بحرية إلى المواقع المقدسة، والقيام بنشاطاته الرعوية من دون قيود، وهي مسائل لا تزال عالقة منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والفاتيكان في كانون الأول 1993.
غير أنّ العلاقة مع المسلمين ستحتل حيزاً كبيراً على حد سواء في زيارة البابا، مع مطالبة الإسلاميين في الأردن بنديكتوس بالاعتذار عن تصريحات أطلقها عام 2006 ربطت الإسلام بالعنف.
وقالت جماعة “الإخوان المسلمين” في الأردن، الذي يزوره البابا من 8 إلى 11 آيار المقبل، “إنّ على الحبر الأعظم تقديم الاعتذار مجدّداً قبل زيارة المملكة عن تصريحاته التي مست الإسلام”. وحضّ الأمين العام لـ“جبهة العمل الإسلامي”، زكي بني ارشيد، الحكومة الأردنية على “طلب اعتذار علني من بابا الفاتيكان عن التصريحات المسيئة إلى ديننا الحنيف ورسولنا الكريم”.
بدورهم، انتقد مسيحيو غزة البابا لتجاهله زيارة القطاع. وتساءل الأب مانويل مسلم، المسؤول عن الرعية الكاثوليكية في غزة، عن صوابية توقيت هذه الزيارة بعد أشهر قليلة من الحرب الإسرائيلية على القطاع. وأضاف “سنسأله لماذا أتى، وما الذي سيقوله للمسلمين والمسيحيين واليهود؟ ولماذا لن يزور غزة؟ سنقول له إن هذا ليس الوقت المناسب لزيارة الأراضي المقدسة، فيما لا تزال القدس محتلة”.
(أ ب، أ ف ب)