ظهر بصيص تفاؤل في مواجهة أنفلونزا «أيه، أتش 1 أن 1»، أو ما يعرف بأنفلونزا الخنازير، مع تراجع عدد الإصابات اليومية، ما قد ينبئ بإمكان احتواء هذا المرض. ولكن يبقى الحذر والترقب سيدي الموقف بانتظار النتائج التي سيحملها اليوم للتأكد من عملية التراجعتراجعت أمس أعداد المصابين الذين دخلوا مستشفيات المكسيك بأعراض الأنفلونزا، ما يشير إلى تقلّص معدلات الإصابة بفيروس «أيه، أتش 1 أن 1»، الذي ظهر حتى الآن في 18 دولة، فيما لا يزال يسجّل عدد من الإصابات الجديدة في العالم، من ضمنها أول إصابة في أميركا اللاتينية وإصابات جديدة في إسرائيل.
ورأى وزير الصحة المكسيكي، خوسيه أنخيل كوردوفا، «أن إعلان أننا تجاوزنا الأسوأ سيكون من قبيل عدم الحكمة. ولكن أعتقد أننا في مرحلة الاستقرار. إلا أن الحذر لا يزال ضرورياً»، مشدداً على أهمية «عدم التراخي في أيّ من الاحتياطات».
من جهتها، أوضحت منظمة الصحة العالمية في جنيف، أن أنفلونزا « ايه أتش1 ان1»، لم تنتشر بطريقة ثابتة خارج أميركا الشمالية، وهو أمر ضروري قبل رفع مستوى التحذير من انتشار وباء عالمي إلى أعلى مستوياته. ولكنها قالت إن «ذلك قد يحدث قريباً». وهذا ما أكده منسّق عمليات الاستجابة والتأهّب العالمية في منظمة الصحة العالمية، ميشيل ريان، في بيان صحافي، إذ قال «ما زلت أرى أن انتشار وباء عالمي أمر وشيك لأننا نشهد انتشار المرض».
وحذر العلماء من أن الفيروس يمكن أن يغيّر من تركيبته ليتحول إلى شكل أكثر خطورة. ورأى المتخصص في الأوبئة، في المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض ومنع انتشارها، تيم يووكي، أنه «لا يمكن التنبّؤ بطريقة انتشار الأنفلونزا أو بتركيبته. وهناك العديد من الأسئلة التي ليس لدينا أجوبة عنها. هذا هو نوع جديد من الفيروسات، لا نزال لا نعرف الكثير عنه. مثلاً كيف وصل إلى الإنسان؟ وهذه أسئلة بدأنا نحصل على جزء من الإجابة عنها ولكن ببطء».
وعلى مستوى آخر، أعلن منسّق البنك الدولي لمكافحة فيروس «ايه اتش1 ان1»، موكش شاولا، أنه يجب توفير تمويل جديد استعداداً لاحتمال انتشار وباء، مشيراً إلى أن البنك يسعى في مرحلة أولى إلى جمع الأموال التي لم تستخدم في برنامج مكافحة أنفلونزا الطيور والمقدرة بحوالى 200 مليون دولار. وقال «نأمل أن يكون ذلك كافياً لمواجهة عدد كبير من التحديات»، مؤكداً أن «البنك سيفرج في كل الأحوال عن الأموال اللازمة لشراء مضادات للفيروس تحتاج إليها الدول».
وأوضح مسؤول الإعلام في البنك الدولي، فيل هاي، أن البنك قام سريعاً هذا الأسبوع بتجهيز 205 ملايين دولار لمساعدة المكسيك على مواجهة المرض، بينها 25 مليوناً تم الإفراج عنها لشراء مضادات للفيروس وتجهيزات طبية أخرى.
وفي آخر تطورات انتشار المرض، أكد وزير الرعاية الاجتماعية الكولومبي، دييغو بالاثيو، أول إصابة بالفيروس في بلاده لرجل عاد أخيراً من رحلة إلى المكسيك، التي ارتفع عدد المصابين فيها إلى 487 على الأقل.
بدورها، اتخذت الصين تدابير مشددة جداً، بعد رصد الفيروس لدى مكسيكي وصل إلى هونغ كونغ عبر شنغهاي، شملت فرض الشرطة حجراً صحياً على الفندق الذي ينزل فيه، وقيوداً على وسائل النقل الجوي لاحتواء المرض، الأمر الذي دفع بالمكسيك إلى الرد بالمثل عبر دعوة رعاياها «إلى عدم التوجه إلى الصين».
وفي إسرائيل، تأكدت إصابة جديدة بالفيروس، ما يرفع عدد الحالات المؤكدة إلى أربع. وكانت إيرلندا قد أعلنت، أول من أمس، على لسان المتحدث باسم حكومتها، أن بلاده سجلت أول إصابة مؤكدة بالأنفلونزا، مشيراً إلى أن المصاب عاد أخيراً من المكسيك.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الإسبانية أن عدد الإصابات المؤكدة بالأنفلونزا في البلاد ارتفع إلى أربعين حالة، وبريطانيا إلى 18 والولايات المتحدة إلى 226 في 30 ولاية، وكندا إلى 85. وبالتزامن مع ذلك، أعلنت السويد أول اشتباه في إصابة على أراضيها.
أما في الدول العربية، فقد اندلعت مواجهات عنيفة في القاهرة بين مربّي الخنازير ورجال الشرطة، الذين جاؤوا لذبح هذه الحيوانات، فيما رأت الناشطة المصرية لحقوق الحيوانات، أمينة أباظة، أن قرار الحكومة القضاء على قطعان الخنازير كلها يبدو كأنه «يستهدف الأقباط». وقالت «أتساءل إذا كان القرار قد اتخذ لأن الخنازير ملك المسيحيين الأقباط»، مشيرة إلى أنه «برزت حالات كثيرة من أنفلونزا الطيور في مصر، لم يتخذ أي قرار بالقضاء على الطيور كلها».
وصدّقت وزارة الزراعة في سوريا على قرار ذبح الخنازير الموجودة في البلاد، في محاولة للوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير. وكان وزراء صحة دول مجلس التعاون الخليجي واليمن عقدوا اجتماعاً طارئاً في الدوحة، أول من أمس، لمناقشة خطة للعمل المشترك لمنع انتشار الفيروس في المنطقة. أما تونس، فقد قررت السلطات ضمن خططها الوقائية منع استيراد الخنازير.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)