خاص بالموقع | PM 11:56باريس ــ بسّام الطيارة

وصل رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أمس، إلى باريس قادماً من لندن. وقد وصف المراقبون هذه الجولة بأنها محاولة لطمأنة المستثمرين الأوروبيين والتخفيف من وقع التدهور الأمني في العراق. إلا أن للزيارة الفرنسية طابعاً خاصاً، بما أن باريس كانت تحتل مركزاً خاصاً في الميزان التجاري مع قبل غزو عام 2003.

ورغم أنّ مصادر في الإليزيه شدّدت على التقارب الحاصل مع حكومة بغداد، إلا أن محاولة تأكيد استقرار الأوضاع طبعت حديث المالكي في مختلف محطات زيارته المكثفة التي لم تدم أكثر من 24 ساعة.

وقد التقى المالكي، الرئيس نيكولا ساركوزي، الذي سبق أن حطّ في العاصمة العراقية في العاشر من شباط الماضي، ومنها أعاد إطلاق مسار العلاقات بين البلدين. وقد قلّل المالكي من أهمية تصاعد وتيرة العنف في بلاده، واصفاً تفجيرات الشهر الماضي بأنها «عمليات محدودة يجب ألاّ تؤثر على عزيمة المستثمرين الأجانب».

وقد تميزت مداخلات المالكي بشرح «حقيقة ما يجري في بلدنا» وذلك في مؤتمر خاص عقده في الأكاديمية الدبلوماسية الدولية التي بات يرأسها السفير «المستعرب» جان كلود كوسران. وفي ردّ على سؤال لـ«الأخبار» عن موقف العراق الجديد من الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي ومن القضية الفلسطينية، شدّد المالكي على «ضرورة إنهاء معاناة الفلسطينيين»، وذكّر بأن هذه المسألة تحظى بتوافق عربي «ونحن مع القرار العربي للوصول إلى حل عادل لقضية فلسطين». ولمزيد من التوضيح، جزم رئيس الحكومة العراقية بأن بلاده «مع الحل الذي يقبل به الفلسطينيون»، رابطاً حالة القلق السائد في المنطقة بالتوتر في الأراضي المحتلة.

وعن الأوضاع في بلاده، طمأن إلى أنه لن يكون هناك «عودة إلى الوضع الذي كان سائداً». ووصف منفذي الاعتداءات بأنهم «عناصر تطاردها الشرطة وأنهم يقومون بعمليات محدودة جداً». وشدّد المالكي على الظروف الأمنية «التي تحاول بعض القوى الاستفادة منها»، وتوقف بشكل خاص على «محاولات عودة الديكتاتورية».

وعوّل على محاولات حكومته «لتثقيف الشعب وإصلاح العقول التي تضررت من مرحلة الدكتاتورية».

وفيما رأى أن الخطر ليس من «الهجمات الصغيرة» وأنّ «التدهور الأمني هو سياسي»، بدا واثقاً في اعتبار أنه يمكن محاربة هذه الخلايا «بعمل استخباري محض». وكرر تأكيده أنّ العراق «لن يكون أبداً ممراً لأي منظمة إرهابية تهاجم الدول المجاورة».

ومن على درج الإليزيه حيث التقى بساركوزي، نوّه المالكي بـ«العلاقات المميزة» مع فرنسا من دون أن يمرر أي إشارة إلى الماضي حين كانت تجمع باريس علاقة خاصة بنظام الرئيس السابق صدام حسين ولا إلى المعارضة الفرنسية الشرسة للغزو الأميركي للعراق.

وعلمت «الأخبار» من مصادر موثوقة في الإليزيه بأن المالكي شدد على رغبة حكومته بإعادة دراسة مسألتي «التعويضات وترسيم الحدود»، وأنه «تمنى الوصول إلى تسوية» حيال القضيتين العالقتين. وقالت المصادر إن المسؤولين الفرنسيين أظهروا «استعدادهم للمساعدة في هذه المسألة»، بينما لفتت مصادر أخرى إلى أنه تقرر أن يقوم الرئيس جلال الطالباني بـ«زيارة دولة» في تشرين الثاني المقبل إلى فرنسا يوقّع خلالها على عدد كبير من العقود التي تفضل السلطات في باريس أن تكون «من دولة لدولة»، وإن كانت مع شركات فرنسية عملاقة.