خاص بالموقع | AM 12:01واشنطن ــ محمد سعيد

كشف الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أنه يعتزم خلال لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، اليوم، توجيه رسالة «قوية» مفادها بأن إسرائيل «تتوق إلى السلام والصداقة مع كل الشعوب العربية»، معيداً إلى الأذهان ما سبق أن قاله أوباما في خطاب تنصيبه في 20 كانون الثاني الماضي حين دعا إلى «التواصل بدلاً من القبضة القوية».

وقال بيريز في واشنطن، أمام المؤتمر السنوي للجنة «العلاقات الأميركية ـــــ الإسرائيلية» (أيباك)، أمس، إنّ الدولة العبرية «تقف بذراعين ممدودتين ويدين مفتوحتين من أجل السلام مع كل الدول والشعوب العربية». ووجّه حديثه إلى «من يرفعون قبضة قوية» قائلاً «لديّ كلمة واحدة أقولها: يكفي حرباً، يكفي تدميراً، يكفي كراهية. لقد حان الوقت للتغيير».

وقد استغل بيريز ظهوره أمام المؤتمر لتجديد الهجوم على إيران. وأشار إلى أن «الشرق الأوسط يجد نفسه في ظل تهديد نووي، وينبغي علينا أن نرفض التنازل والاستسلام. ولن نفقد أنفسنا وقوتنا وعزمنا وشجاعتنا». وأضاف «لنكن واضحين؛ إنّ حكام إيران المتعصبين هم في الجانب الخطأ من التاريخ، وهم في الحقيقة خارج التاريخ وضده. نحن نحترم الشعب الإيراني وتقاليده». وتابع «تاريخياً سعت إيران إلى تخصيب العالم، واليوم فإن حكام إيران يريدون تخصيب اليورانيوم».

وفي محاولة تحريض العرب ضدّ الجمهورية الإسلامية، أفرد بيريز جزءاً كبيراً من كلمته لـ«عدوانية الحكومة الإيرانية التي لا تقتصر على إسرائيل، بل تسعى إلى هيمنة إقليمية للسيطرة على الدول العربية باستخدام الإرهاب والضغط». ولفت إلى أن طهران «تستثمر رأسمالاً ضخماً في برنامج صواريخ بعيدة المدى وهي ليست مهددة من أي جهة».

وعن «الخطر» الإيراني، ذكّر بيريز بأنّ إيران «تموّل وتسلّح حزب الله وحماس وتنشر التفرقة والإرهاب وتحاول فرض أيديولوجيا عنف أجنبية، وأن عملاءها يستهدفون أميركيين وأوروبيين وعرباً على حد سواء».

وفي السياق، تمحورت كلمة رئيسة حزب «كديما» المعارض، تسيبي ليفني، أمام المؤتمر نفسه، على ضرورة تحقيق حل الدولتين. وقالت «لن نحقق شيئاً إذا ما حاولنا تأجيل القرارات الصعبة التي علينا اتخاذها كرؤية دولتين لشعبين». وحذرت من أن أي محاولة لكسب الوقت «ستفاقم مشاكلنا»، مشيرة إلى أنّ «التملص من القرارات الصعبة يشكل تهديداً استراتيجياً لدولة إسرائيل».

وعن «الخلافات العميقة» بين حكومة بنيامين نتنياهو والمعارضة في دولة الاحتلال، رأت ليفني أنّ هذا الانقسام «يشكل تعبيراً عن التمزقات الحقيقية في المجتمع الإسرائيلي إزاء طريقة ضمان مستقبل دولتنا». غير أنها اعترفت بأنه «في الموضوع الإيراني لا يوجد في إسرائيل حزب معارض». ودعت العالم العربي والإسلامي إلى البدء بمسار «تطبيع على مراحل» مع إسرائيل.

على صعيد آخر، كرّر نتنياهو، خلال احتفال في الكنيست بذكرى مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتسل، تلاوة شروطه على الفلسطينيين، داعياً إياهم إلى الاعتراف بإسرائيل على أنها «الدولة القومية للشعب اليهودي»، واضعاً هذا الشرط في خانة «الأساس الضروري للسلام الحقيقي بيننا وبين جيراننا الفلسطينيين».